موضوع البحث:
تهدف الدراسة إلي تحري استراتيجيات أدب الحوار في القران الکريم طبقا لنظريه التأدب في الحوار لبراون و ليفنسون(1987)،وتترکز ماده البحث علي الحوار بين نبي الله موسي عليه السلام والعبد الصالح في سوره الکهف في ترجمه معاني القران الکريم ليوسف علي(2007),حيث أن هدا الحوار المختار يعکس کيف يکون التواصل الاجتماعي بين شخصيات بينها بعد اجتماعي،کما يبين البحث کيف تختلف تلک الاستراتيجيات من موقف لآخر طبقا للبعد الاجتماعي ومدي قوه السلطة بين المتحاورين. ويعد الحوار المختار نموذجا رائعا عن کيف يکون الحوار بين العالم وطالب العلم.
المنهج المتبع في الدراسة:
تتبع الدراسة في تحليل مادة البحث منهجا براجماتيا ً. سيقوم البحث بتطبيق استراتيجيات عنصر الأدب لبراون وليفنسون (1987) علي الحوار القرآني المختار، و قد حدد المؤلفان نموذجاً لأدب الحوار و أکدا علي أن الحوار المصاغ بطريقة مهذبة تحکمه ثلاثة عوامل : البعد الاجتماعي، مدي قوة السلطة بين المتحاورين و کذلک درجة السيطرة من قبل المتحدث علي المستمع، کما قدما أيضا أربع استراتيجيات أساسية لأدب الحوار و بناءاً عليه سيتم تحليل مادة البحث من هذا المنطلق.
النتائج التي توصل إليها البحث:
کما ذکرنا أنفا تهدف الدراسة الحالية إلي تطبيق نظريه أدب الحوار لبراون و ليفنسون (1987) علي الحوار القرآني بين نبي الله موسي عليه السلام والرجل الصالح (الخضر)في سوره الکهف. وقد تبين أثناء تحليل الحوار کيف أن العوامل الاجتماعية والتي تتمثل في البعد الاجتماعي بين المتحدث والمستمع، درجه قوه السلطة لأحدهما علي الآخر وکذلک مدي تأثير الطلب المرجو من الحوار علي المتحدث والمستمع، قد أثرت علي اختيار المتحاورين لاستراتيجيه أدب الحوار المناسبة للحدث أثناء الحوار من اجل الوصول إلي حوار يتميز بالأدب،کما بينت النتائج أيضا کيف أثرت العلاقة بين المتحاورين علي کيفيه التحاور من حيث التحاور بطريقه مباشره أو غير مباشره، فعلي سبيل المثال سلک نبي الله موسي عليه السلام مسلک غاية في الأدب کما رأينا عندما أراد أن يطلب من صاحب العلم أن يتبعه لکي يتعلم مستخدما طريقه السؤال المهذب لعرض طلبه (هل أتبعک علي أن تعلمني مما علمت رشدا,66), وکذلک سلک الخضر مسلکا مهذبا عندما رفض طلب موسي عليه السلام في البداية حيث رفض طلبه بطريقه مهذبه مستخدما استراتيجيه غير مباشره مبديا سببا لرفضه تأدبا مع المستمع ومراعاة لشعوره وحفظا لوجهه من عبء الرفض( أنک لن تستطيع معي صبرا,67)، وهذا يبرهن ما تقترحه النظرية المطبقة (1987) حيث يؤکد المؤلفان أن استراتيجيات التأدب الغير مباشره تساعد المتحدث علي أن يقول مالا يستطيع قوله بطريقه مباشره وهذا ما فعله الخضر. وقد تم أيضا استخدام أساليب التلطف لکاسبر وهاوس (1981) والتي ساعدت المتحاورين علي تلطيف الأسلوب المستخدم في الحوار حيث تم استخدام المؤکدات مثل "حقا وبالفعل". وهکذا تمت الاجابه علي اسئله البحث حيث تم ذکر استراتيجيات أدب الحوار التي استخدمها المتحاورين.