يقدم هذا البحث تحليلا لتصوير مذبحة صبرا وشاتيلا في ثلاثة نصوص کتبها الفرنسي جان جونيه، والبريطاني روبرت فيسک، والأمريکي نعوم تشومسکي وهي على التوالي: "أربع ساعات في شاتيلا"، و "إرهابيون"، و"فصل في التاريخ الفلسطيني"، مبينا کيف أن هذا النصوص تمثل نموذجا للکتابة الأمينة عن "الآخر" إذ استطاع الکتاب الثلاثة تجاوز المسلمات السائدة في مجتمعهم بشأن القضية الفلسطينية وصورة الفلسطيني بل والاشتباک معها وزلزلتها ضاربين بهذا مثلا على وفاء المثقف بالتزامه تجاه حکايات المهمشين وتجاه الوعي المجتمعي. ويستعين البحث في هذا بالأدوات التي طرحها إدوارد سعيد في کتاباته عن قضيتي التمثيل والاستشراق مرکزا على ما ذکره من عوامل تؤدي للتحامل على الآخر مبينًا کيف تتجاوزها هذه النصوص. ويتناول البحث تقنيات الکتابة محللا کيف انعکست طبيعة الموضوع الذي يتناوله الکتاب على تقنيات السرد، وکيف أثر وعي الکتاب بمثالب الثقافة السائدة في مجتمعاتهم على اختياراتهم عند الکتابة، ويحلل البحث أوجه الشبه والاختلاف بين النصوص الثلاثة وما وراء هذا من أسباب. ويجيب عن التساؤل التالي: هل تقديم نص أمين عن المذبحة يعني بالضرورة کتابة نص شامل عن کل جوانبها؟ وهل أسقط الکتاب بعض فصول الحکاية؟ وهل سبب هذا أيديولوجي أو سياسي؟ وهل "صبرا وشاتيلا" حکاية يمکن استيعابها في کلمات؟