الرؤية الکونية واحدة من القضايا التي شغلت المدارس الفکرية الحديثة؛ لأنها تحدد نظرتها إلى الله والإنسان والعالم. ويعتقد المفکر وعالم الاجتماع الديني ""علي شريعتي" بوجود علاقة متبادلة بين النسق الاجتماعي والنسق الديني، فوقوع تغيير في واحدة منهما ينعکس على الآخر؛ ولذلک يرى أن التغييرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع الإيراني أدت إلى حالة من عدم الانسجام داخل النسق الديني الإسلامي الشيعي؛ وذلک بهدف تبرير الواقع العيني الاجتماعي والسياسي، وبذلک يکون من نتائج التغيير في النظام الاجتماعي التغيير أيضاً في الرؤية الکونية للمجتمع، ومن ثم تحدد مدى تخلفه أو تقدمه عن المجتمعات الأخرى. ويقوم هذا البحث بالکشف عن الرؤية التصحيحة التي قدمها "شريعتي" للرؤية الکونية الإسلامية بهدف تصحيح النسق الاجتماعي داخل مجتمعه الإيراني الإسلامي الشيعي. وقد اعتمدت دراسة البحث على مناهج عدة، منها المنهج الوصفي في متابعة الظواهر وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، والمنهج الاجتماعي في تفسير وتحيليل هذه الظواهر وفق دراسة الفکر والاجتماع الديني.