عاش أهل شبه القارة الهندية فترة طويلة من المعاناة في ظل الاحتلال الإنجليزي للبلاد, وما لبث أهلها أن نهضوا لکي يقاوموا ذلک المستعمر الذي نهب ثروات البلاد, وعامل أهلها معاملة الخدم والعبيد. فقامت الثورة الوطنية في عام 1857م, وکادت تنجح في نيل أهدافها, لولا سوء التنظيم الذي شابها, وتفشي الانقسام والفرقة بين أبناءها. وبعد إخماد هذه الثورة عمل الإنجليز على التفرقة بين أبناء البلاد, وجعلهم فرق وجماعات متناحرة, خاصة المسلمين والهندوس, وقد نجحوا في ذلک بشکل کبير, وبدأت سموم العصبية والطائفية تنفس نيرانها في کلا الجانبين, مما أدى في نهاية الأمر إلى تقسيم البلاد في عام 1947م على أساس ديني إلى دولتين, دولة في الشمال تسمى باکستان تکون وطناً قومياً للمسلمين, ودولة في الوسط والجنوب تکون وطناً قومياً للهندوس والطوائف الأخرى .