يعالج موضوع التناص الإيقاعي والموسيقي في النص الشعري الليبي الحديث التفاعل النصي في أبرز عناصر البنية اللغوية للنص وهما(الإيقاع والموسيقى)اللذان يهبان النص هويته وتأثيره في المتلقي، بالاعتماد على أهم مخرجات نظرية التناص وتطبيقها على ثلاثة نماذج من شعراء الحداثة في ليبيا، ويظهر من خلال تحليل بعض نتاجاتهم أن البنية الإيقاعية والموسيقية تستمد في الغالب من نصوص سابقة أو تتفاعل معها أو تعارضها بنقضها ومخالفتها.
ويأخذ ذلک التفاعل منحيين:
الأول: يحدث في الإطار الموسيقي الخارجي (المعارضة) حيث تتناص القصيدة الحديثة مع نموذج سابق في الوزن والقافية وتخالفه في نواحي أخرى بطرح مضامين مختلفة.
والآخر: يحدث في الإيقاع الداخلي للنص؛ حيث يستلهم النص الحديث کثيراً من إيقاعات النصوص السابقة عليه مثل تکرار بعض الوحدات والنبر والإيقاع النفسي.
وفي المستويين کلاهما تبرز مقدرة الشاعر الحديث على تحويل عناصر الإيقاع الکامنة في النص السابق بقصد تحقيق خصوصيته وتفرده،  لکنه لا يتفلّت من تأثير النص السابق في تشکيل بنيته ودلالته. في محاولة لإثبات تفرّده من جهة وتفاعله من جهة أخرى؛ فتحقق –بذلک- دلالة الاتصال والانفصال مع النصوص السابقة بحسب ما تقتضيه التجربة الشعرية الحديثة.