الشاعرة سعاد الصّباح شاعرة کويتية، شکلت دواوينها رؤية حياتية شاملة، من خلالها يتضح مساندتها للمرأة والدعوة إلى تحررها من المفاهيم السائدة الخاطئة.
ومن بين ما شغل الشاعرة: قضية شخصية الرجل ورؤية المرأة له، ولکنها لم نذکر ذلک صراحة بالاسم، غير أنها تذکرها من خلال مضامين الرجل لديها، سواء داخل نطاق الأسرة أم خارجها.
وقد ظهر من خلال البحث مکانة الرجل لديها، فهي تحترمه وتقديره، وفي الوقت نفسه لا تنکر رفضها لأساليبه السلطوية على الرغم من ادعائه المستمر بحريتها.
وقد قدمت الشاعرة صوراً جيدة في مجال شخصية الرجل، کانت بمثابة رکائز أساسية اعتمدت عليها في بيان صورته، کما أنها دلّت على سعة اطلاعها في الأدب القديم والحديث، وفهم جيد لطبيعة الرجل.
وقد عرض البحث لکثير من التجارب الشعورية للشاعرة عند تصويرها للجرل ومدى علاقتها به، فهي تصوره فارساً لأحلامها، وحبيباً تشتاق إليه، وزوجاً مخلصا ً يحقق لها الأمان، وابناً باراً فقدته، ووطناً تحتمي به، ومجاهداً يدافع عنها، وحاکماً تجتمع القلوب حوله.
وقد أعانها على ذلک تمکنها من الألفاظ ومن اللغة بمفرداتها وتراکيبها، فجاء حديثها عن الرجل في طلاقة بيانية وحرية تعبيرية، کما جاءت ألفاظها موحية ومعبرة عن حالتها الشعورية. ومن ثمَّ يجد القارئ نفسه أمام شاعرة تنفرد بتصوير همومها الذاتية وتمزجها في الوقت نفسه بهموم الوطن الصغير (الکويت) والکبير والأمة العربية والإسلامية).
وإذا جاز للباحثة - في ختام هذا البحث – أن توصي بشيء، فإنها توصي بضرورة الاهتمام بدراسة صورة الرجل في شعر المرأة، إذ أن هذا الموضوع لم يلق حفاوة لدى الدارسين مثلما لقي موضوع صورة المرأة في شعر الرجال حفاوة واعتناءً.