لذا يحرص هذا البحث على تناول فکرة المحاکمات النحوية ممهدًا لذلک بمبحثين؛ عرض الأول لتعريف المحاکمة ودلالتها لغة واصطلاحًا، وکذلک أهم المصطلحات التي عرفت بها، أما الثاني فعرض لإرهاصات نشأتها في التراث العربي قبل التقعيد النحوي ومنه ما کان في المحاکمات بين الشعراء في العصر الجاهلي، ثم الإشارة إلى تطورها حتى أصبحت فنًا قائمًا بذاته له مجاله في الدرس النحوي.
أعقب ذلک فصلان؛ يعرضان لنموذجين مختلفين في التناول للمحاکمة مبرزان تطورها من تناول قضايا منفردة، إلى تناول فکر علمين من أعلام النحو العربي من خلال مصنفين لهما، إلا أن النموذجين ينتميان لبيئة فکرية واحدة وهي البيئة الأندلسية وقد اخترت البيئة الأندلسية لما کان من أثر للبيئة الفکرية في إثراء فکرة المحاکمات خاصة وأن الأندلس قد شهدت تقلبات سياسية واجتماعية کان لها أثرها على مجال الفکر والإبداع.
الفصل الأول: تناول محاکمة الأعلم الشنتمري بين سيبويه والکسائي في المسألة الزنبورية من خلال رسالته " رسالة القضاء بين سيبويه والکسائي أوالفراء في المسألة الزنبورية المقرونة بالشهادة الزورية"(3).
الفصل الثاني: تناول محاکمة ابن الطراوة النحوي بين سيبويه وأبي علي الفارسي من خلال کتابه "الإفصاح ببعض ما جاء من الخطأ في الإيضاح"(4).
الخاتمة: عرضت لأهم نتائج البحث وتوصيات الدراسة.