يهدف هذا البحث إلى أولاً : إلقاء الضوء على العلاقات السياسية بين إمارة بنى صالح فى نکور والدولة الأموية الأندلسية. وتکمن الغاية الثانية: فى إلقاء الضوء على العلاقات الحضارية بين إمارة نکور والدولة اللأموية الأندلسية.
بالنسبة للعلاقات السياسية فقد تناولت بالبحث من خلال النصوص المصدرية دور صالح بن على فى تأسيس إمارة بنى صالح فى نکور. وقد أثبت بالدراسة أن العلاقات بين نکور والدولة الأموية اتسمت بالود معظم الفترات منذ الفتح الإسلامى لبلاد المغرب حتى ولاية الخليفة الوليد بن عبد الملک. إلا أنها ساءت فى خلافة يزيد بن عبد الملک الذى أسند ولاية إفريقية ليزيد بن أبى مسلم فأساء معاملة البربر. وبلغت هذه العلاقات العدائية مداها فى ولاية عمر بن عبد الله المرادى الذى عاث فساداً فى بلاد المغرب، وأدى هذا إلى الإنفصام السياسى لإمارة نکور عن ولاية إفريقية، خاصة بعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية سنة 132هـ/749م. وقد اثبتت الدراسة العلاقات الودية بين نکور والدولة الإموية فى الأندلس منذ نجاح عبد الرحمن بن معاوية - الداخل - فى تأسيسها سنة 138هـ/ 755م. وإستمرت هذه العلاقات الودية حتى عهد عبد الرحمن الأوسط، وإبنه محمد، وتجلى ذلک فى صد هجمات النورمان والفاطميين على نکور.
کذلک أثبتت الدراسة تدهور العلاقات السياسية بين نکور والأندلس نتيجة عوامل عدة أهمها إنتهاج عبد الرحمن الناصر سياسة التخاذل عن نصرة نکور أو التصدى للفاطميين المتکالبين على نکور لإحتلالها . کذلک أوضحت الدراسة عمق الأزمة السياسية التى هزت أرکان نکور بسبب الموقف من الخلافة الأندلسية. وهو الخلاف الذى أسفر عن حدوث إنقسام فى البيت الحاکم بين الداعين إلى الإنضواء تحت نظام الخلافة الأندلسية والمستمسکين بسيادة قرار نکور السياسى .
اما فيما يختص بالعلاقات الحضارية، فقد أثبتت الدراسة أن الصلات الثقافية بين نکور والأندلس کانت مزدهرة على الرغم من الإضطرابات السياسية والحروب التى خاضتها إمارة بنى صالح فى بعض الفترات، وأوضحت الدراسة تنقل العلماء والأدباء بين نکور والأندلس. وقد أثبت البحث إزدهار العلاقات الإقتصادية بين نکور والأندلس خاصة زمن السلم، حيث نشطت حرکة التجارة. وکانت نکور أهم مراکز تصدير الحبوب فى بلاد المغرب، وأن بجانة والمرية کانتا من أهم المراسى الأندلسية التى کانت تستقبل السفن المحملة بالقمح النکورى.