يمثل الأطفال بالنسبة لأي أمة من الأمم أحد أهم أرکان تقدمها ورقيها، ويتعرض الطفل العربي إلى غزو ثقافي نتيجة تعدد القنوات الفضائية، والتطور التکنولوجي الهائل فى مجال الحاسوب والانترنت، ونتيجة امتلاک الثقافة الغربية لکل مقومات الغزو الثقافي، أصبح لازمًا علينا مواجهة تلک التحديات فى عصر باتت العولمة الثقافية تطارد الأطفال فى کل مکان، وتهدد بفقدان هوياتهم الثقافية.
وتکمن أهمية الدراسة فى مناقشة إشکالية الهوية الثقافة للطفل العربي فى ظل تحديات الغزو الثقافي، وتسعى الدراسة إلى المساهمة فى إلقاء الضوء على ملامح الهوية الثقافية فى مسرح الطفل العربي، والدور الذى يمکن أن يقوم به فى تدعيم الهوية الثقافية للطفل.
وتنتمي الدراسة إلى الدراسات الوصفية، واعتمد الباحث على المنهج التحليلي الوصفي، وذلک لتحليل عينة من نصوص مسرح الطفل العربي، للإجابة على التساؤل الرئيسي: ما ملامح الهوية الثقافية فى نصوص مسرح الطفل العربي؟
وتوصل الباحث إلى مجموعة من النتائج أهمها:
يسهم مسرح الطفل فى تشکيل هوية الطفل العربي، وذلک من خلال ما يبثه فى نفوس الأطفال من قيم وعادات وتقاليد، بالإضافة إلى قدرته على استلهام موضوعات من التراث والتاريخ، وتعريف الأطفال بقضايا مجتمعهم العربي.
سعى بعض کُتاب مسرح الطفل إلى التأکيد على الأثار الناجمة عن الغزو الثقافي الذى يتعرض له الأطفال، بالإضافة إلى القدرة على توظيف التراث بأنماطه المختلفة فى مسرحيات الأطفال، وذلک بعد تطويره حتى يتناسب مع معطيات العصر.
انتبه معظم کُتاب مسرح الطفل إلى التطور التکنولوجي الهائل الذى يلاحق طفل اليوم، وخاصة التطورات الهائلة والسريعة فى مجال الاتصالات والثقافة الإلکترونية، والتى هيمنت على الطفل فى الوقت الراهن.
رکزت معظم مسرحيات الأطفال على تأکيد القيم الإيجابية کأهمية المعرفة، ودور العلم والعلماء، .. وغيرها، کما نبذت بعض السلوکيات السلبية، وذلک بغرض التأکيد على القيم العربية.