ظلت سياسة "الخارج القريب" التي انتهجتها روسيا تجاه طاجيکستان وآسيا الوسطى ثابتة بدرجة کبيرة منذ خمسينيات القرن التاسع عشر مرورا بالحقبة السوفيتية وصولاً إلى حقبة روسيا الاتحادية. وفي وقت مبکر من تسعينيات القرن العشرين، أدى تفکک الاتحاد السوفيتي إلى الکثير من النزاعات والصراعات في جميع أنحاء الجمهوريات السوفيتية السابقة. وربما کان الصراع الذي اندلع في طاجيکستان هو الأکثر عنفا من بينها، حيث دخل تحالف يضم القوى الإسلامية والقومية والديمقراطية في صدام مع الحکومة الخاضعة لهيمنة روسية مترسخة. تلى ذلک مباشرة، تدخل الروس ليس فقط عبر المبادرات الدبلوماسية والدعم السياسي، بل أيضا عبر الدفع بوحدات کبيرة من قوات حفظ السلام ودوريات الحدود. ويقدم التدخل الروسي في الحرب الأهلية الطاجيکية، 1992-1997، نموذجا لسياسة "الخارج القريب" الروسية، التي سبقت قيام الاتحاد السوفيتي. وعلى أية حال، فإن السوابق التاريخية تکشف بوضوح عن استمرارية واطراد في السلوک الروسي تجاه آسيا الوسطى بشکل عام، وطاجيکستان على نحو خاص