يدور البحث محل الدراسة حول دور اللغة الفارسية في تکوين الهوية الطاجيکية، وقد اتبع البحث في تناوله لهذه القضية المنهج التاريخي واستقراء الأحداث من خلال الوقوف على المصادر التاريخية المعتبرة باللغات الفارسية والطاجيکية والروسية. وخلص البحث إلى عدد من النتائج منها:
آثار تقسيم آسيا الوسطى إلى جمهوريات مستقلة القوميات والنزاعات المختلفة في هذه المنطقة، وأدى إلى تفتيت شعوب المنطقة وأقعدهم عن اتخاذ مواقف موحدة ضد السوفيت.
بدأت أزمة الهوية في طاجيکستان منذ تقسيم الحدود عام 1924م. فقد تعمد ستالين الإخلال بالعوامل العرقية والقومية، لضمان سيطرته على دول آسيا الوسطى ومن بينها طاجيکستان.
استخدم السوفيت وسائل التربية والتعليم والثقافة لإضعاف الثقافات القومية للشعوب السوفيتية، وترويج الثقافة الروسية بدلاً منها، فسيطرت الأيديولوجية المارکسية على کل الشئون العلمية والثقافية باعتبارها المنطلق الأساسي للشيوعية وتم إقرارها کقاعدةٍ أساسية للاستدلال في جميع العلوم الإنسانية.
کانت اللغات القومية للشعوب المنضوية تحت الاحتلال السوفيتي تمثّل سداً منيعاً وعائقاً کبيراً أمام تنفيذ مخططات السوفيت في القضاء على هوية الشعوب.
سارت سياسة السوفيت تجاه اللغة الفارسية في مسارين رئيسين؛ الأول هو محاصرة اللغة الفارسية وعزلها عن تاريخها وعن متحدثيها في الدول الأخرى، وبالتالي تعجز عن الوفاء بمتطلبات العصر، وبموازاة هذا العزل يأتي الاتجاه الآخر بنشر اللغة الروسية وإقحامها بدلاً من الفارسية في کافة مناحي الحياة.
بعد فشل محاولات بناء الهوية على أساسٍ عرقى، حاول الطاجيک خلق هويتهم معتمدين على لغتهم الفارسية، ولکن هذا الأمر صعب في آسيا الوسطى، حيث لا يمکن التوافق على لغةٍ لأي دولة، فمعظم الجمهوريات تتحدث لغتين أو أکثر، فالشعب الطاجيکى يتحدث لهجات مختلفة من الفارسية، ويتحدث بعضهم اللغة الأوزبکية، مما صعّب من محاولات بناء الهوية التي اعتمدت على اللغة
طاجيک الجنسية المقيمين في الدولة أقل ممن يتواجدون خارجها، مما زاد من صعوبة إيجاد الحس الوطنى لدى المجتمع الطاجيکى في طاجيکستان. وهکذا فشل وطن الطاجيک أن يحقق هويتهم وذاتهم القومية.