تعرّضَ النحو العربي لدعاوى شرسة على مرّ العصور وخاصة من اللغويين الأندلسيين الذين يعتنقون المذهب الظاهري وعلى رأس هؤلاء ابن مضاء القرطبي المتوفى 582هـ والذي دعا إلى لإلغاء نظرية العامل، وکشف البحث أن صاحب هذه الدعوة هو ابن جني المتوفى 392هـ؛ ولکن النزعة العدائية التي أظهرها ابن مضاء في کتابه" الرد على النحاة" نُسبت إليه وذاعت شهرته بين الدارسين. وعندما حقق الدکتور شوقي ضيف هذا الکتاب تأثر به تأثر واضحاً وعلى أثره دعا إلى تجديد النحو وتيسيره، وهما عنوانان لکتابين له.
وقد عرض الباحث آراء أصحاب دعاوى الدمج أو الحذف أو نحو النص، وهي دعاوى تستتر تحت مسميات التطوير والإصلاح والتيسير، وقام الباحث بتفنيد هذه الدعاوى.
وقام الباحث بإجراء استبيان في إحدى المؤسسات التعليمية الکبرى للکشف عن أسباب عزوف الناطقين بالعربية عن التحدث بالفصحى عامة وعن النحو خاصة. وأثبتت الإجابات أن 67% من المشارکين أجابوا: أن أصعب فرع من فروع اللغة هو النحو والقواعد؛ ويرجعون السبب لطريقة المعلم في توصيل المعلومة، وبعضهم يقول: إننا لسنا بحاجة إليه.
ودوّنَ الباحث عدّة نتائج کشف عنها البحث، ووجه دعوة لکل الغيورين على اللغة العربية الانتباه للتراث النحوي وخاصة الإعراب فهو سمة العربية، وهو الذي جعلها حيّة وصامدة لقرابة خمسة عشر قرناً، وستظل إلى قيام الساعة، وستظل محمية لأنها لغة القرآن الذي حفظها وشرفتْ به وشرفَ بها.