يدور موضوع هذا البحث حول کيفية استغلال القوى التأثيرية لوسائل الاعلام الحديثة من طرف قوى النفوذ العالمية الکبرى لتحقيق ما يخصها من اهداف وخاصة في الدول النامية ومجتمعاتها الفقيرة. ويوضح هذا البحث بالتحليل کيفية توظيف التقدم الذي تم احرازه في ميدان التکنلوجيا الحديثة والعلوم ذات العلاقة لفبرکة الاحداث والوقائع والمستجدات لإقناع الافراد العاديين والجماعات وللتغلب على الخصوم وتحقيق ما تريده القوى الکبرى في العالم. وذلک من خلال الترکيز على اللغة والخطاب اليومي واستخدام الصورة. ويواصل البحث في تحليلاته بالقول ان اعمال و نشاطات وسائل الاعلام الحديثة اصبحت تهدف بشکل رئيسي الى الاقناع بدل ان توفر المواد الاعلامية بشکل محايد وغير منحاز لأي جهة. ومن النقاط المهمة التي ترکز عليها هذا الورقة البحثية هي ان شعوب الدول الصناعية المتقدمة اصبحت بمرور الزمن اکثر وعيا بکثير من نظيراتها من شعوب الدول الزراعية الفقيرة بهذه التأثيرات التي تمارسها وسائل الاعلام الحديثة. ويرجع السبب في ذلک ان شعوب العالم الثالث الفقيرة لا تزال تعاني من تبعات الفترة الاستعمارية .
لذلک نرى ان بعض الاطراف الوطنية والمنظمات اخذت تسعى للقيام بحملات ونشطات توعوية متنوعة وهادفة للوقوف بوجه هذا المد الاعلامي التقني الجديد