يکشف البحث الدءوب عن نمط من الأعلام المعدنية- خلاف النوع المصنوع من النسيج- ظهر وذاع في بعض الدول الإسلامية خلال فترات تاريخية بعينها ولا يزال مستخدما فيها حتى الآن، کما يکشف البحث أيضا عن أن هناک مجموعة من هذه الأعلام أو أجزاء منها باقية حتى الآن محفوظة في عدد من المتاحف العالمية والمجموعات الخاصة کما تعرض بعض صالات المزادات العالمية أمثلة لها، والملاحظ أن أغلبها يرجع جغرافياً إلى إيران والهند، وزمنيا إلى فترة تمتد ما بين القرنين 10هـ/16م، و13هـ/19م. وهذه المجموعة فضلا عن أنها تسد النقص الواضح فيما هو معروف من الأعلام الإسلامية وتُضيف لها نوعا لم يُفرِد له الباحثون دراسة مستقلة متعمقة، ولم يحظ بنصيبه الکافي من البحث والتحليل، فإنها أيضا ذات أهمية خاصة نظرا لاستخدام سبائک الحديد أو الصلب في صناعة الجانب الأعظم منها. وهذا يکسبها مکانة متميزة نظرا للأساليب الفنية غير المعتادة التى استعان بها الصناع في تشکيلها وزخرفتها؛ إذ امتد أسلوب التخريم والتفريغ إلى هذه السبائک ولم يقتصر على النحاس أو البرونز، مما يجعلها إضافة مهمة للتحف المعدنية الإسلامية بصفة عامة.
کما تکتسب هذه المجموعة أهمية خاصة نظرا لارتباطها بالمذهب الشيعى الاثنى عشري وبالتالي فقد حملت الکثير من الدلالات الفکرية العقائدية والمذهبية، ويضاف إلى ذلک أنها نموذج جيد للتحف ذات الأصول القديمة التي أُعيد توظيفها خلال العصر الإسلامي، وبناء على ذلک تهدف هذه الورقة البحثية إلى دراسة عدد من هذه الأعلام المعدنية للوقوف على أشکالها وأصولها، وطريقة صناعتها وأساليب زخرفتها، وکذلک خصائصها ومميزاتها الفنية ووظيفتها وتاريخها، والمغزى من وراء زخارفها ونقوشها الکتابية.