يُعد سبکتکين المؤسس الحقيقى للدولة الغزنوية التى توطدت أرکانها فى عهده، ولکنه قد سبقته جهود فى تأسيس اللبنات الأولى وفى وضع حجر الأساس لهذه الدولة، ونعنى بهم هؤلاء الأتراک من بنى جلدته الذين علا شأنهم فى البلاط السامانى، وکانت لهم اليد الطولى فى ضعف نفوذ السامانيين وتأسيس الکيان الغزنوى، وهم الأمراء العسکريين الألبتکينين (351- 366 هـ /961- 977م)، وکانت فترة حکمهم لغزنة والتى امتدت ما يقرب من خمسة عشر عاماً، تعد مرحلة تمهيدية للدولة الغزنوية، ومن ثم کانت أحداث عصرهم ضمن تاريخ الدولة السامانية.
وتهدف دراسة هذه الفترة التاريخية، بسبب مالها من أهمية، حيث تعد من الفترات التى شهدت نمو قوة الأتراک داخل الدولة السامانية، والذين استطاعوا بعد فترة قصيرة الانشقاق عنهم، ومهدوا الطريق لقيام الدولة الغزنوية. ولقد تسلح الباحث بعدة مناهج من أبرزها المنهج التاريخى التقليدى القائم على سرد الأحداث والوقائع، کما اعتمد على المنهج المقارن القائم على مقارنة بعض الأحداث بمثلتها، وکذلک المنهج التحليلى القائم على تفکيک الحادثة التاريخية، وذلک من أجل التوصل إلى صحة الوقائع التاريخية.