ينصب اهتمام الدراسة على رصد أثر الرکود الاقتصادي على الصناعات الحرفية بمحافظة دمياط، وبالتحديد على صناعة الأثاث. ويحمل هذا الهدف في طياته أهدافاً فرعية تتمحور أغلبها حول: تحديد أثر الرکود الاقتصادي على تطور صناعات الأثاث ونموها في محافظة دمياط، ومحاولة الکشف عن التغيرات البنائية والوظيفية التي طرأت على تلک الصناعة، هذا فضلاً عن التعرف على اتجاهات الحرفيين نحو أوضاع تلک الصناعة في ظل ارتفاع معدلات الرکود الاقتصادي. ومن هذا المنطلق، تحددت إشکالية الدراسة في تساؤل رئيسي مؤداه: ما تأثير الرکود الاقتصادي کإحدى صور الأزمات الاقتصادية التي يتعرض لها النسق الاقتصادي على قطاع وهيکل الصناعات الحرفية في المجتمع الدمياطي؟. وقد أجريت الدراسة الميدانية في محافظة دمياط، وتم اختيار (12) منطقة جغرافية (ريفية وحضرية)، وذلک وفقاً لمعيار کثافة انتشار العمل الحرفي بين سکانها، وبلغ إجمالي عينة الدراسة (281) حرفيًا، تم سحبهم بأسلوب الحصة من اثنتى عشرة منطقة جغرافية داخل مراکز وقرى محافظة دمياط، وبلغ إجمالي الورش التي سحبت منها عينة الدراسة من إجمالي المناطق (102 ورشة حرفية)، بمتوسط يتراوح ما بين 8 إلى 9 ورش في کل منطقة من مناطق الدراسة، حيث ضمت کل حصة من الحصص المختارة أغلب الحرف المُشکِّلة لصناعة الأثاث: کنجار الموبيليا، والأستورجي، والقشرجي، وخراط الخشب، والمدهباتي..إلخ. وخلصت الدراسة إلى أن هناک اتجاهاً قوياً سائداً بين الحرفيين من عينة الدراسة يؤکد على أن صناعة الموبيليا في محافظة دمياط تواجه خطر الانهيار، وذلک من منطلق عدم توفر السياق الاقتصادي والسياسي الداعم لهذه الصناعة.