يتناول هذا البحث کيفية استعادة الهوية المفقودة بسبب الفجيعة و الدور الذى يلعبه تذکر الماضى فى استعادة هوية الاشخاص الذين مروا بتجارب مؤلمة فى الماضى سواء على المستوى الفردى والجماعى ويتناول البحث تحليل لثلاث روايات هى: أغنية سولمون لتوني موريسون وقبل أن أخلد للنوم لستيفن واتسون وعائشة تنزل الى العالم السفلى لبثينة العيسى. الفجيعة غالبا ما تؤثر على هوية الافراد بحيث أنها تؤثر سلبا فى تکوين هذه الهوية وتؤدي الى نوع من التشتت وعدم القدرة على تکوين صورة ذهنية جيده للفرد عن نفسه. بالإضافة إلى أن الفجيعة الشخص غالبا ما ترتبط بنسيان الشخص لهذا الحدث المؤلم أو کبته لرغبته فى عدم التحدث عنه وهو ما يؤدي إلى فقدان الشخص لهويته وقدرته على التواصل مع الآخرين. ومن أجل استعادة هذه الهوية المفقودة يلعب التذکر الدور الرئيسي حيث أن تذکر هذه الأحداث غالبا ما يؤدي الى أن الفرد يستطيع التعامل مع هذا الماضى کما انه يستطيع أن يواجه المستقبل من خلال استعادته لهويته التى فقدها نتيجة للأحداث المؤلمة التى مر بها فى تاريخه. و فى الروايات الثلاث يعانى أبطالها من فقدان لهويتهم نتيجة لمرورهم بأحداث مؤلمة فى الماضى سواء کانت فقدان للذاکرة أو فقدان شخص عزيز أو فقدان تاريخ جماعته أو أسرته. ويساعد تذکر الأحداث الماضية المؤلمة للشخصيات الثلاث على استعادة هويتهم ويساعدهم أيضا على التعامل مع هذا الماضى من خلال الهوية المستعادة مما يؤدى الى قدرتهم على مواجهة المستقبل کأفراد مستقلين و کأفراد ضمن مجتمعهم.