يهدف هذا البحث إلى التعرف على أسباب تغير خريطة المرض فى مصر ليس بإعتبارها قدراً خاصاً يرجع إلى طبيعة معينة أومناخ معين بل يفترض إنها ترتبط بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية التى تؤثر على الصحة والتى تتسبب فى معاناة الشعب مع جهلها الشديد بمتطلبات الصحة العامة , وکذلک تفعيل عمليات الأنتاج والقرارات السياسية التى تسمح بتلوث أماکن المصانع ومايجاورها بالمواد الخطيرة, واستخدام الأسمدة المسرطنة والمبيدات الکيميائية فى الزراعة کما أن هذه الممارسات تتأثر بدورها بالترکيبات الاقتصادية والسياسات الحکومية , فلا يکفى أن ننظر إلى المرض کحالة سريرية منعزلة بل يجب أن نراها فى إطار مجتمع المريض وعلى خلفية السياسات الصحية والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تحيط بة.
ويلقى البحث الضوء على الأنظمة السائدة وعجزها عن حساب مصاحبات التلوث الکبيرة وتبعاته المحتلفة وتجسد الآثار المترتبة على وطبيعة العلاقات الاجتماعية فى المجتمعات المختلفة .
وأستحثنا ذلک على متابعة المرض والعلاقة بين المرض والنسق الاجتماعى والسياسى والاقتصادى من خلال أخذ عينة من الوفيات الحديثة والقديمة لمعرفة التغير فى نمط المرض المسبب للوفاة والکشف عن العوامل المسببة للوفاة فى ضوء أتصالها بالعوامل البنائية لأسرة المتوفى وأتصالها بالترکيبات الاجتماعية و الاقتصادية والسياسات الحکومية فى الأنظمة السائدة .
وقد أعتمدت هذه الدراسة على طريقة (verbal autopsy ) الصفة التشريحية اللفظية (VA) هى وسيلة لتحديد الأسباب فى وفيات الأفراد دون الاعتماد على نظام التسجيل الحيوي و التشريح اللفظي يتکون من المقابلة باستخدام استبيان لجمع المعلومات حول المرض ، والخصائص الاجتماعية للشخص المتوفى من فرد على دراية بالمتوفى وهذه الطريقة تساعد على سد فجوات کبيرة في المعلومات حول أسباب الوفاة .