لايزال يشغل فکر الشاعرالمعاصر السؤال الأزلى حول المصيرالإنسانى ، فيتوقف أوقطاى رفعت (1914 – 1988 ) فى مجموعته Perçemli Sokak "الشارع ذو الطرة"(1956) محاولا سبر غورهذا اللغز.ويطرح هذه الفکرة فى ثلاثية الحياة والموت والقدر، جامعا خيالات لم يسبق إيرادها ،معتمدا  فيها تقنية التجريد والتلاعب بالکلمة،سيرا على نهج الحرکة السريالية ومنظريها.وکما تحاول هذه الورقة أن تقتحم مجالا لم تلجه دراسات الشعر الترکى فى الفکرة،فإنها أيضا تتجه نحو منهجا تأويليا جديدا وهو السيمائيات ؛من خلال إعادة النظرفي طريقة التعاطي مع قضايا المعنى، في محاولة لفهم أسرار الدلالات ، والإمساک بوحدة التجربة عبر الکشف عن انسجامها الداخلي غير المرئي. وبناء على هذا يقوم البحث على تحليل علامات الطبيعة فى هذه المجموعة ودلالاتها السيميائية عبر فکرة المصير،لنخلص إلى خصائص حرکة التجديد الثانى فى الشعر الترکى،وماقدمه أوقطاى رفعت من طرح جديد لقضية المعنى .فمن ناحية الشکل نراه نظم فى سلسلة من المقطوعات الشعرية  الحقيقة اليومية ، مستفيدا من تداعى الأفکار والمعانى الحرة ليضيف إلى المعنى .وبجانب الشعر الحر استخدم کذلک الشعر المنثور ؛ متأثرا بالاتجاه السريالى ما شجع على شيوع مثل هذه الأنماط الشعرية الجديدةلتصبح بفضله ميراثا ترکيا جديدا يتوجه شکلا نحو التجريد فى اللغة والتلاعب بالألفاظ.ومضمونا فقد تجلى التأثير السريالى فى التيمة الأساسية التى دارت حولها أشعار المجموعة وهى المصير ، وعروج رفعت  على علامات من الطبيعة والبيئة حوله معبرا عنها بصور بصرية وتشکيلية .