الربط بين النبوءة والشعر فى الوعى العربى بارز وقوى، حيث "يشير المفسرون المعجميون إلى ما يشبه القرابه الدلالية بين الفعل "شعر" وبين المعرفة بالحدس.وکان الشاعر عند العرب هو الذى تنتقل إليه المعرفة عن طريق الإلهام "
ولعل من أبرز الدلائل على ذلک حرص القران الکريم على إسقاط صفة الشاعرية عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حتى لا تختلط نبوءته الکريمة بتنبوءات الشعراء.
إن الشاعر مرهف الحس، يعيش واقع حياته بکل نبضاته ويحس تناقضاته المخيفة، وينفذ بفطنته القوية إلى ما خلف الظواهر المرئية، ويکشف المسار الصحيح للأحداث، بالاعتماد على المقدمات الواقعية، ومن ثم يعبر عما يراه بصدق وصراحة، دون خوف أو حساب لما يناله من ضُر أو شر وهذا سر من أسرار أصالة الشعراء. ومن أبرز شعراء العصر الحديث الذين اعتمدوا في أطروحاتهم الشعرية على التنبؤ أمل دنقل، وصلاح عبدالصبور، ومن بعدهما فاروق شوشة، وفاروق جويدة، والباحث يحاول تجلية تلک المقاربات في شعرهم.