إن الخطاب، هو ذلک النسق، الذي يسيطر علينا، دون أن نشعر. يهندس، أو يبرمج حياتنا، بما فيها من سلوکيات، ومواقف. هو المجتمع، والمؤسسة، والنظام.
تدخل تحت هذا الخطاب الجامع/ النسق، خطاباتٌ مختلفة، في نواح عديدة، غير أنها لا تخرج عن هذا الخطاب الجامع، الذي يمتلک سلطته الداخلية الأبوية/ فلسفته الخاصة؛ فهي – أي الخطابات - تأتمر به، وترضخ لقوانينه.
ولذلک، فإن مقاربة هذا الخطاب؛ ليست بالعملية السهلة؛ فکل الوسائل، والمناهج التي تسعى إلى کشفه، لا تتعدى کونها مجرد مقاربات، تحاول وضع قراءات له؛ بهدف استکناهه، أو استيضاحه، غير أنها غير نهائية، وما التداولية؛ إلا واحدة من تلکم القراءات، التي نقترحها لمقاربة هذا الخطاب؛ باعتباره – في أسهل مفاهيمه - حدثًا کلاميا في موقف کلامي؛ أي سياقي/ اجتماعي.
هذا البحث، إضاءة بسيطة، لمفهوم الخطاب، والمفاهيم التداولية التي تدور في فلکه.