تأتي أهمية هذه الدراسة من مرکزية موضوعها في جداول القضايا اللغوية، فقضية الثنائية اللغوية لا تزال الموضوع الرئيس لکثير من الدراسات العالمية، ولا يزال الحوار فيها يستهلک کثيراً من طاقة البحوث العالمية، ويکشف عن أهمية هذه الدراسة استظهار علل ظاهرة الثنائية وآثارها المترتبة على تداول اللغة العربية الأم، وآثارها على المتجهات الفکرية والثقافية عند الأمم.      لذلک جاءت هذه الدراسة لتکشف عن الحدود المعرّفة لمقولة الثنائية اللغوية، ثم تشرف بالبحث على عللها المنشئة وغاياتها وآثارها، وتنظر في أثرها في تداول العربية وتعلمها وتعليمها، وتعرض تجارب عالمية دالة في علاج قضية الثنائية اللغوية؛ فجاءت عناصرها الأساسية: من تصور المفهوم، إلى العلل المنشئة، إلى الغايات، إلى الآثار ومحاکمتها، إلى دعم النتائج بعرض تجارب عالمية. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج وتوصيات مرکزية جاء من أبرزها وأجمعها: أن الثنائية اللغوية تستنزف لغتنا العربية بجميع مستوياتها، وتؤخر امتلاک الکفاية في أدائها، وتعطل تفعيلها في مجالات التداول العامة والمتعددة، کما تؤثر الثنائية في تعليم العربية وتعلمها، وتفرض حالة لغوية مختلطة، وتسهم في عسر تعليم اللغة الأم وتعلمها، وأنه لا بدّ من الاهتمام في بحث هذه القضية بدراسات علمية ذات طابع تجريبي وتطبيقي، تحاور أسئلتها وتعالج أطروحاتها. کما يجب الاستفادة من مشاريع الدول المتقدمة في ثنائية التعليم، ودراسة هذه المشاريع على مستوى الجامعات العربية، لا سيما تلک التي أنفقت کثيراً من وقتها ومقدراتها وخرجت بتوصيات رئيسة في الحکم على جدوى التعليم ثنائي اللغة.