الحفاوه بالحياه البريه: دراسه نقدبيئيه لروايه "حيوان وقومه" لأندرا سينها
يعرف شيريل جلوتفيلتى النقد البيئى بانه "دراسه العلاقه بين الادب والبيئه الطبيعيه". ان الاهتمام بالبيئه الطبيعيه وما يحيط بها من قضايا تتعلق بکافه جوانب الحياه قد صار امرا حريا بالأنسان الا يتغاضى عنه خاصه فى ظل الأزمه البيئيه التى يواجهها العالم باسره, وانشغال الأدب بهذا الموضوع ليس بالأمر الجديد وهو ما يتضح جليا لمن يتتبع تاريخ النقد الأدبى على تنوع اتجاهاته والتى مهد القديم منها الطريق للحديث. وکما يحذر المهتمون بالبيئه, فقد بات لزاما ان يجد الأنسان الاساليب والوسائل التى يحول بها بين رغبته فى تطوير حياته و التعجيل بفنائه حين يصل هذا التطوير الى حد تدمير بيئته الطبيعيه. ان الأقتصاد العالمى الجديد, ولاسيما بعد ظهور مؤسسه التجاره العالميه, قد استحدث عالما جديدا لا يعترف بالحدود السياسيه کما يتجلى بوضوح فى تاسيس الشرکات المتعدده الجنسيات وهى کيانات تثير القلق ويحيط بها العديد من التساؤلات, فعلى الرغم من عدم اکتراثها بالانتماء لبلد بعينه غير ان الواقع يشير الى انها دائما تصب ماديا فى صالح الدول الکبرى بينما تنفث دائما التلوث الذى تخلفه فى دول العالم الثالث او الماطق الفقيره التى لايکترث بها العالم بما فى ذلک حکوماتها.
يهدف هذا البحث الى دراسه سلوک الأنسان تجاه البيئه الطبيعيه وذلک من خلال تطبيق منهج النقد البيئى على روايه "حيوان وقومه" للکاتب الهندى اندرا سنها, وذلک من خلال تناول بعض المفاهيم الرئيسيه لهذا المنهج وذلک لتوضيح کيف تضع الروايه الکاتب وجها لوجه امام العديد من المسائل السياسيه والاخلاقيه والفلسفيه حيث تتمحور الروايه حول حادثه حقيقيه وهى الکارثه البيئيه التى وقعت فى مدينه بوبال الهنديه. ويخلص البحث الى اهميه الاستفاده من بعض مفاهيم هذا المنهج بمالا يضر بسياده الدول وسيطرتها على حدودها وذلک من خلال وجود کيانات عبر الحدود يکون اهتمامها الاول بالبيئه الطبيعيه فى کافه ربوع العالم فتدافع عنها وتروج للحفاظ عليها حتى يوقن کل فرد بأن البيئه الطبيعيه هى کيان متصل وروح واحده تسرى فى هذا الکون فتلوث المناخ والامراض الوبائيه والأحتباس الحرارى هى مشاکل بيئيه لا تعترف بالحدود السياسيه وسرعان ماتتخطاها دون الحاجه الى اوراق ثبوتيه وفى سبيل ذلک يتعين اولا على الدول الکبرى ان تتخلص من انانيتها وتنظر بعين الاعتبار للبيئه الطبيعيه داخل وخارج حدودها فالبيئه هى کائن حى عاقل يجب ان ينزله سائر الأحياء منزله الصديق الجدير بالأحترام.