عنيت هذه الدراسة بتناول شعر أبي جعفر بن سعيد من خلال منظور أسلوبي کان هدفه الأصيل معالجة النصوص الشعرية للشاعر في ذاتها, والکشف عن سماتها البارزة.
وقد حاولت هذه الدراسة أن تحقق لنفسها الموضوعية العلمية مع الإقرار بصعوبة التعرض الموضوعي الکامل للأعمال الأدبية, ومن هنا استعانت الدراسة بالأسلوبية الإحصائية دون الاعتماد على الحدس في الکشف عن کم الظواهر تأصيلًا لهذه الموضوعية.
وبعد أن تناولت الدراسة دراسة القافية في شعر الشاعر انتهت إلى النتائج التالية :
کشفت دراسة القافية في شعر أبي جعفر بن سعيد عن تميز الأصوات التي اتخذها رويٌّا بسمات صوتية موسيقية بارزة, وقد تميزت قوافي أبي جعفر بصفتين خاصتين :
الأولى: إذا کانت المنظومة القديمة للشعر العربي تُغَلِّب القوافي المطلقة على القوافي المقيدة فإن هذا الاتجاه بلغ مداه مع أبي جعفر, فقد جاءت نسبة توجهه للقوافي المطلقة بنسبة (83.54%) وهي تمثل أکثر من ثلاثة أرباع الديوان في حين کانت نسبة القوافي المقيدة (16.45%).
الأخرى: تقدم نسبة المجرى المضموم على غيره يأتي مخالفًا لما هو شائع في الشعر العربي القديم.
وقد کان أبو جعفر يميل إلى استخدام الکلمات ذات البنية المورفولوجية الواحدة في قوافيه, کما أن کلمات قوافيه جاءت مرتبطة بسائر کلمات البيت مما جعلها متمکنة في موضعها.