تحددت مشکلة الدراسة في مناقشة وتحليل الأبعاد الاجتماعية لظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمع السعودي، حيث تشهد الأسرة السعودية الکثير من مظاهر العنف ضد المرأة ، سواء کان عنفاً رمزياً أو مادياً مباشراً. وعلي الرغم مما تعکسه الإحصاءات والتقارير من تنامي لظاهرة العنف ضد المرأة ، فإن هذه النسب المعلنة، کما يرى کثير من الباحثين، لا تشکل إلا جزءاً ضئيلاً جداً مما يحدث في الواقع.
وترتبط ظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمع السعودي بالعادات والتقاليد المتوارثة التي تفرّق إلى حد کبير بين الرجل والمرأة، وعادة ما تضع المرأة في درجة أدنى. ومن ثم تکون المرأة هدفاً مباشراً لتسلط الرجل أو هدفاً غير مباشر، من خلال ممارسته العنف ضدها بشقّيه المادي والرمزي؛ انتقاماً من أشياء أخرى لا علاقة لها بالمرأة موضوع العنف.
ووفقاً لهذا هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الأبعاد الاجتماعية لظاهرة العنف ضد المرأة في الأسرة السعودية من خلال دراسة ميدانية على عينة من الإناث بمدينة جدة .
وتنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية بالاعتماد على طريقة المسح الاجتماعي بالعينة. وقد اعتمدنا في جمع البيانات على تطبيق استبانة البحث على عينة حجمها (375) مفردة من الإناث، وکذلک على تنظيم عدد من جماعات النقاش.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن الغالبية العظمي من المبحوثات تعرضن لأشکال العنف المختلفة خاصة العنف اللفظي داخل نطاق الأسرة سواء من قبل الأب أو الزوج أو الأخ، وأيضاً تعرضت غالبية المبحوثات للعنف بدون وجود مبرر أو سبب مقنع لهذا العنف، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الدخل الشهري للأسرة والتنشئة الاجتماعية المبنية على التفرقة في المعاملة بين الذکور والإناث، وأن الأسباب الاجتماعية تأتي في مقدمة الأسباب التي تدفع المعنف لممارسة العنف نظراً لارتباط العنف؛ بالموروث الثقافي بشکل کبير.