لعب العلماء دورًا هامًا فى المجتمع الخراساني خلال القرنيين الثالث والرابع بعد الهجرة / التاسع والعاشر بعد الميلاد ، مما کان له أکبر الأثر فى إنضاج الوعي الثقافي بالمجتمع الخراساني .
ومن الملاحظ أن الموروث الثقافي لأهل خراسان سابق فى القدم ، حيث کانت مدن خراسان واحات علمية ومراکز للعلم والعمارة في وسط آسيا، ولم تزل کذلک حتى واصلت ازدهارها بعد الإسلام خاصة بعد تبعية خراسان للدويلات المستقلة بخراسان فى القرنيين الثالث والرابع بعد الهجرة / التاسع والعاشر بعد الميلاد.
وهذا البحث محاولة لبيان دور العلماء فى إنضاج الوعي الثقافي بخراسان ، من خلال عرض لأسباب ازدهار الحياة الثقافية بخراسان خلال هذه الفترة ، ومنها حب
أهل خراسان للعلم وشغفهم به ، وتمتع العلماء برعاية أدبية من السلطة الحاکمة بخراسان خلال هذه الفترة ؛ بالإضافة إلى رواج حوانيت الوراقين مما ساهم فى ازدهار الحياة الثقافية ، وبرز دور العلماء فى إنضاج الوعي الثقافي من خلال عقد مجالس المناظرات ، والتي عرفت بمجالس البحث ، وکذلک دور العلم المتعددة کالکتاتيب ، والمساجد ، والمدارس ، وأظهر ذلک وجود علاقة قوية بين التقدم الثقافي والإصلاح السياسي ، فکلاهما يقود إلي الأخر ، فقد کان للنهضة الثقافية في المجتمع الخراساني آثارها في الأخذ بالمجتمع إلي الإصلاح الذي شمل جميع أرجائه حيث صنع هذا الإصلاح مجتمع المعرفة بنشر الوعي ، وقيم الأخلاق ، وکان العلماء هم رواد ذلک .