تأتي أهمية هذا البحث من منطلق أن المراجع التاريخية والأثرية التي قدر لنا الإطلاع عليها لم تتناول عمارة الجسورکعنوان مستقل، ولما کان نهر الأردن حلقة وصل ما بين بلاد الشام ووادي النيل ووادي الرافدين وشبه الجزيرة العربية فقد أقيم عليه خلال العصر المملوکي جسرين اندثرت معظم معالمهما الأثرية، وأقيم على أنقاضهما أو بالقرب منهما جسور أخرى حملت أسماء جديدة . ويأتي هذا البحث ليلقي الضوء على عمارة تلک الجسور من خلال الحديث عن أسباب عمارتها، وأنواعها، ومراسيم تنفيذها، واختيار مواضعها، ومسميات فريق العمل المکلف بعمارتها، وخطوات تنفيذها، وما ترتب على عمارتها من وظائف، ومن ثم الحديث تاريخيا واثريا عن جسرين منها ألأول انشأوه السلطان الظاهر بيبرس (658- 676ھ
/1260- 1277م)، والثاني أنشاؤه السلطان الظاهر برقوق(784- 801ھ/ 1382- 1398م)، مع التعريف بشخصيهما، ودراسة وتحليل النقش الأثري الذي بني على جسر الظاهر بيبرس. وبيّنا کيف أن الدقة في اختيار مواضعها کان سببا لينأ جسور لاحقا في مکانها أو بالقرب منها، ، والتي کانت هدفا للعدو الصهيوني بتدميرها وتغيير أسمائها.