شغلت الولائم حيزا ليس بالقليل من مساحة المناظر الممثلة على جدران مقابر الأفراد، وخاصة بجبانة طيبة في الأسرة الثامنة عشر، وقد عکست هذه الولائم ملامح الثراء والرخاء التي اتسمت بها هذه الفترة.
ويهدف هذا البحث إلي الترکيز على جانب هام من جوانب الولائم وهو: مراسم الخدمة التي تتطلب الاحتکاک المباشر بالضيوف من قبل القائمين عليها، والتي يمثل الخدم الغالبية العظمى منها، وذلک من خلال عدة محاور:
المحور الأول: فئة القائمون على الخدمة من حيث: الهيئة التي تتمثل في طرز الملابس، وتصفيفة الشعر، والحلي، ونمط توزيعهم بين صفوف الضيوف.
المحور الثاني: مراسم الخدمة الممثلة في ترتيب جلوس الضيوف، وتقديم زهور اللوتس، والعقود المصنوعة من الزهور لهم، ومسح أجسامهم بالزيوت والدهانات العطرية، وتقديم الطعام .... الخ.
المحور الثالث: المغزى الديني لمراسم الخدمة.
وقد خلصت الدراسة إلي أن مراسم الخدمة کانت تهدف إلي إعادة بعث المتوفى في العالم الآخر، وذلک من خلال ما يقدم للضيوف من نبيذ وزهور لوتس، وثمار اليبروح والزيوت والدهانات العطرية، کما أن هذه المراسم کانت مرتبة بتسلسل معين حيث تبدأ بأخذ نعال الضيوف، وتنتهي بتقديم الشراب المتمثل في النبيذ والجعة، کما اتضح من الدراسة بأنه کان يوجد وعي لدى المصري القديم بضرورة تحقيق التوازن في حياته، بمعنى التمتع بکل ملذات الحياة مع التفکير في العالم الآخر، وبالتالي ينعکس هذا على تصرفاته فتتسم بالاعتدال المنشود، وذلک طبقا لأغاني عازف الهارب التي تحفز على ذلک.