استطاعت الشاعرات أن تحقق ذاتها من خلال نشاطها الإبداعي، وترکت بصمتها التعبيرية على أعمالها الشعرية.
عاشت الشاعرات حياة خصبة مليئة بالمثيرات والمؤثرات، فيها الصراع وفيها الدعة، فيها الطموح وفيها الإنکسار، فيها أيضًا التردد بين الإقبال على الحياة والضجر منها؛ فکن يحاولن أن يجدن في الشعر تنفيثًا عن رغباتهن المکبوتة، وما لا تستطيع أن تقيمه على أرض الواقع تستطيع أن تقيمه في عالمها الشعري، وما لا تستطيع أن تفضي به إلى أحد من البشر؛ تستطيع أن تدونه على الورق.
اعتمدت الشاعرات على طريقة بناء الجملة العربية واستطاعت أن تقدم وتؤخر ما تريد من أجزاء الجملة حتى يتوافق مع ما تريد أن تعبر عنه من خلال الترکيز على المذکور أولًا، فهي تضفي عليه شحنة شعورية إضافية لتؤکد على أنها مدرکة تمامًا لما تريد، وتخفي وتمحو ما تريد، ومن هنا يستطيع المتلقي أن يحلق في أفق النص أو يتدخل لإکمال النص.
جسدت الشاعرات نظرة المرأة الناضجة الواعية إلى الآخر من منطلق تصوير الرجل، ووصفنه بکثير من الصفات؛ وهذا يدل على الإدراک الناضج والشخصية الواعية، التي حاولت أن تتصف بها بعض الشاعرات.
مثلت القصائد نقطة الانطلاق الواعية في الحياة الاجتماعية، وبرغم أنها تسعد بالحب فإنها لا تترک قيادها للأوهام، فهي ترفض أن تعيش في الظل، أو في واقع يجمع بين سيادية الرجل وعبودية المرأة.
إن صورة الرجل في بعض القصائد بردة تبعث الدفء والاستقرار، وسرعان ما تتحول إلى برکان من الغضب إذا أحست بالعناد أو النرجسية من الآخر.
کان التشابه بين الشاعرات في الموضوعات، أما الصور الشعرية؛ فقد حاولت کل منهن أن تأتي بصور جديدة ترکت عليها بصمتها الخاصة بعيدًا عن التناص والتقليد.
سجلت الشاعرات أوجاعهن أو آمالهن وما يطمحن إليه من تحقيق العدالة والمساواة.
قد يتغير رأي الشاعرة فيما کتبته منذ أعوام، بل أحيانًا فيما کتبته منذ أيام، ونجد أنها دائمة الحيرة والتردد، وليس لها موقف ثابت من بعض القضايا التي تناولتها في قصائدها.