إن رغبة الإنسان في اکتشاف العوالم الجديدة جعلته ينحو نحو السفر والترحال؛إشباعا لتلک الرغبة،ولم يرتبط ذلک بفترات التمدن والتحضرفقط. وتحکى أول أوراق قصة سفر الإنسان وترحاله عن خروج سيدنا "آدم" من الجنة، حيث اعتبر هذا الخروج کناية عن السفر العظيم والکبير.هذا السفر مازال مستمرًا حتى الآن وسيظل قائما حتى نهاية الإنسانية؛ ولذلک فالسفر والترحال يرتبطان ببداية الإنسان، ولن ينتهيا إلا بنهايته.
ولقد کُتب أدب الرحلاتفي شبه القارة الهندية قبل "يوسف خان کمبل پوش"بالفارسية. لهذا يعتبر "تاريخ يوسفى المعروف باسم عجائب الغرب" الذييمثل مادة بحثنا، أول کتاب في أدب الرحلاتفي شبه القارة بالأردية. بالرغم من أن "کمبل بوش" قد کتبه أولا بالفارسية عام 1843مثم بعد ذلک وضعهالکاتب في قالب الأردية.
کل ما سبق دفعني لمحاولة البحث في هذه الرحلة – وإن کان البحث سيقتصر على الجزء الخاص بمصر – وقد استخدمت منهج البحث الوصفي والذي يقوم على الوصف والاستقصاء لما ورد ذکرهعند يوسف کمبل عن مصر في فترة زيارته لها وبيان ما تذکره کتب التاريخ عن هذه الفترة، سواءً من الناحية السياسية أو الحضارية. هذا من جانب ومن جانب آخر استخدمت المنهج الجمالي لتقديم صورة نقدية جمالية لما کتبه عن الرحلة؛ إذ إننا لا يجب أن ننسى في النهاية أننا نتحدث عن صنف من صنوف الأدب، وليس کتابا في التاريخ.
وقد جاء البحث فى مقدمة تناولت فيها أسباب اختيار الموضوع ومنهجيته، ثم تمهيد ذکرت فيه ما توفر من معلومات –وإن کانت شحيحة للغاية-عن مؤلف
الکتاب، وعن الرحلة نفسها وأسلوب کتابه، ثم يأتى مبحث الدراسة الذي يحمل عنوان: الدراسةالفنية والتاريخية لکتاب تاريخ يوسفى وأعرض فيه مشاهدات الکاتب في رحلته إلى مصر من ناحية العادات والتقاليد ووسائل المواصلات ورأيه في حاکم مصر في تلک الفترة وهو محمد على.... إلخ کما أعرض لکيفية تصوير ذلک من الناحية الفنية.
ثم تأتى الخاتمة وفيها أهم ما توصل إليه البحث من نتائج، ثم اتبعت ذلک بثبت المصادر والمراجع. وإتمامًا للفائدة ألحقت بالبحث ترجمة ما ورد بکتاب "تاريخ يوسفى" عن مصر؛ لتسهل على القارئ متابعة مشاهدات يوسف کمبل التي سطرها عن مصر أثناء زيارته لها.
وفى النهاية أدعو الله أن ينفع بهذا الجهد المتواضع الدارسين عامة ودارسى الأردية خاصة وأن يجعله خالصا لوجهه الکريم، إنه سميع مجيب الدعاء.