تکتسب هذه الدراسة أهميتها من کونها تناولت شاعرًا کبيرًا لم ينل حظًا وفيرًا في الدراسات النقدية وغيرها، وقد تم الاعتماد على أداة من أدوات النَّقد وهى "الأنساق الثّقافية"؛ وذلک لقدرتها على کشف منظور الإبداع، والسِّياقات الاجتماعية والثَّقافية المضمرة الَّتِي شکلت ذلک المنظور، وبذلک يصبح أداة مساعدة لوضع النَّص في سياقه الثَّقافى الَّذِي أنتجه، فالنَّص علامة ثقافية قبل أن يکون قيمة جمالية، لذلک تمّ اختيار الشَّاعر أحمد سويلم ، حيث يظهر بوضوح في نصوصه مدى صلتها بالثقافة، وکيف أنها استمدت من هَذِهِ الثقافة معظم أبنيتها الدّلالية، وقد آثرنا في هَذَا البحث استخدام منهج القراءة الثقافية الَّتِي تحلل الظواهر لردها إلى مرجعها الثقافى، ويعتبر هَذَا المنهج مظلة واسعة للعديد من المناهج.
يتناول الفصل الأول أعمدة الثَّقافة التُّراثية العربية وغير العربية، متمثلة في التَّناص والاستدعاء وأنساق الإيقاع، بَيْنَما يدرس الفصل الثَّانى أعمدة الثَّقافة التُّراثية المتجددة، والَّتِي يظهر فيها مدى انشغال الشَّاعر بقضايا وطنه، فنجد قصائد المشروع القومى العربى، وما يحتويه من شعر يبحث عن الحرية والعدالة، ثم مبحث المفارقة، وبالوصول إلى الفصل الثَّالث تظهر الأغراض النَّسقية مثل :"نسق العشق ، نسق التَّصوف ، نسق الموت ". ومن أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة:
مزج تجربته الخاصة بالتجربة العامة للمجتمع المصرى والعربى.
حفاظه على اللغة الصَّافية، وعدم نزوله إلى المفردات المتداولة .
شعراء الحداثة وضعوا التَّصوف بمفرداته ومصطلحاته في أشعارهم، أمَّا سويلم فقد اعتبر هَذِهِ المصطلحات والمفردات معجمًا شعريًّا له.
تأثر الشَّاعر بقضايا مجتمعه وأمته، وارتباطه الوثيق بالأحداث الجارية، وإنشاءه الدواوين والقصائد، جعله انعکاس للأنساق الثقافية المنتشرة في ذلک الوقت.
کما برز من خلال شعر سويلم تأثره الشديد بالقرآن الکريم في الجانب الدينى، والشعر في العصر الأموى في الجانب الأدبى، وتأثره الشديد بأسطورة شهرزاد وشهريار، وإسقاطها على العصر الحالى، مناقشًا من خلالها علاقة الرجل بالمرأة.