قد کان للتنجيم تأثير عميق على مختلف طبقات المجتمع، رغم أن الدين الإسلامي قد بيَّن فساد الاعتقاد بالتنجيم وعلاقته بما يجري على الأرض، ودلالة الکواکب والنجوم على مصير البشر والأحوال المستقبلية، إلا أن ذلک لم يمنع بعض القائمين بالأمر، وسائر طبقات المجتمع أن يعنوا به، لذا نجدهم قد لجأوا إلى المنجمين قبل إقدامهم على الکثير من أعمالهم المهمة.
وقد تناول هذا البحث التنجيم وأثره على طبقات المجتمع في المشرق الإسلامي من القرن (4 :6هـ/10: 12م). وقد قُسم هذا البحث إلى مبحثين: تناول المبحث الأول مفهوم التنجيم وعلاقته بالفلک، أنواع التنجيم وفروعه، والشروط والصفات التى يجب توافرها فى المنجم، وأنواع المنجمون، فضلا عن الأساليب التي کان يتبعها المنجمون. بينما ألقى المبحث الثاني الضوء على موقف الحکام والعلماء، والعامة و النساء من التنجيم، وأخيرا أشرت في عجالة سريعة إلى موقف الشريعة الإسلامية من التنجيم، ثم جاءت الخاتمة تبرز ما توصل إليه البحث من نتائج .