قال السيوطي في "الإتقان": "اعلم أن معرفة ذلک - أي:حروف المعاني- من المهمات المطلوبة لاختلاف مواقعها ،ولهذا يختلف الکلام والاستنباط بحسبها کما في قوله تعالى:{وَإِنَّا أَوْإِيَّاکُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
فاستعملت (على)في جانب الحق،و(في) في جانب الضلال؛لأن صاحب الحق کأنه مستعل يصرِّف نظره کيف شاء،وصاحب الباطل کأنه منغمس في ظلام منخفض لا يدري أين يتوجه"([ii])
وهذا الباب واسع لدى النحويين، وقد حاول الواحدي النيسابوري بيان معاني الحروف وسبغ أغوارها في ثنايا تفسيره المعروف بــ"البسيط" ،بل إنه لم يترک حرفًا من حروف المعاني إلا وتحدث فيه،وأدلى بدلوه،حتى جاء کتابه"البسيط" کأنه قاموسًا جامعًا لحروف المعاني.
وفي هذا البحث دراسة لما عالجه الواحدي النيسابوري من حروف المعاني في سورتي البقرة وآل عمران، وفيه ثلاث مسائل:
القضية الأولى :هل تأتي (أو) بمعنى(الواو) ؟
القضية الثانية:هل تزاد(أن) وتعمل النصب في الفعل المضارع ؟
القضية الثالثة:هل تأتي (أم) بمعنى الاستفهام المحض ؟