يتناول هذا البحث الحدود المعرفية لغويا واصطلاحيا للحوارية فى الثقافة العربية والثقافة الأجنبية الوافدة ،ثم ينتقل من هذا التحديد المعرفى إلى متابعة الأبنية الحوارية فى تمايزها البنائى، وبخاصة الحوار الداخلى ( المباشر وغير المباشر) والحوار الخارجى ( الثنائى والثلاثى والرباعى) والحوار المحکى والحوار التقديرى والحوار الصامت.
وقد أفادت الدراسة فى هذا التحديد وفى هذا التقسيم من المقولات النقدية لباختين وتودوروف وسواهما من الباحثيين ، کما أفادت من مقولات الجاحظ وغيره من الباحثيين العرب.
ثم ينتقل البحث من هذا التقديم النظرى إلى متابعة الإجراءات التطبيقية على النصوص الروائية لبهاء طاهر حيث استخلص من کل رواية الأشکال الحوارية التى عرضنا لها فى التنظير، مع ربط هذه الحوارية بتقنيات السرد وطبيعة الشخوص والسياقات الثقافية ، ثم اتجهت الدراسة إلى نصوص بعينها لتستخلص منها الظواهر الطارئة فى الحوار السردى ونعنى بها (الحوار الصامت) الذى مثلَ ظاهرة جديدة فى إبداع بهاء طاهر الروائى ؛حيث تحول الجسد فى هذه الروايات إلى أبجدية دالة، فحرکة العضو لها معنى وسکونه له معنى ، ومن ثمً استطعنا فى الدراسة أن نقف على هذه التقنية الحداثية بکل بعدها النظرى وإجرائها التطبيقى على کل النصوص الروائية لهذا المبدع.