تزدهر وتنهض المجتمعات بتکاتف وتآزر أبناء هذه المجتمعات رجالاً ونساءً على قدم المساواة، حيث أن المرأة نصف المجتمع، بل يعقد عليها إنجاح هذا المجتمع. فقد شارکت المرأة البحرينية منذ فجر التاريخ في بناء وإعمار مجتمعها جنباً إلى جنب مع الرجل، وکانت عصور النهضة السياسية والثقافية والاقتصادية في البحرين مرتبطة أشد الارتباط بنهضة اجتماعية تعطى المرأة البحرينية حقها وترفعها إلى المکانة اللائقة بها في المجتمع. فالمرأة البحرينية منذ أقدم العصور تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء مجتمعهم والدليل على ذلک من خلال قراءتنا للتاريخ.
إن المشارکة الاجتماعية والسياسية بمفهومها الشامل لا تعني فقط مشارکة المرأة البحرينية في الانتخابات البرلمانية فقط، بل إنها تتضمن المشارکة في صنع القرار، والمشارکة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي منظمات المجتمع المدني التي تتخذ من الديمقراطية منهجا لعملها، والمشارکة السياسية عملية مستمرة لا يمکن حصرها في الانتخابات ودخول المجالس البرلمانية بالرغم من اعتبار هذه الأخيرة قمة المشارکة السياسية وأرقى أشکال الديمقراطية. ولقد شکلت مسألة مشارکة السياسية للمرأة في البحرين إحدى المطالب الشعبية الرئيسية في مرحلة ما قبل ميثاق العمل الوطني، وکان ذلک تعبيراً عن اعـتراف وتقـدير المجتمع البحـريني الرسمي والشعبي للدور الذي لعبته ولا زالت تلعبه المرأة البحرينية في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وفي الوقت ذاته تعبيراً عن العقلية المستنيرة والأفق الواسع لقيادة وشعب البحرين بصورة عامة.