يتميز مجتمع المعلومات باستثمار العقل البشري في مجال المعلومات، إذ أصبحت تقنيات الاتصال ونقل المعلومات حجر الزاوية في بناء منظومة القيم الإنسانية حيث شهدت المجتمعات الإنسانية خلال العقد الأخير من القرن الماضي، تطورات متسارعة ومتلاحقة لتکنولوجيا الاتصالات والمعلومات، مما ساهمت في تسهيل إمکانية التواصل الإنساني والحضاري، ولعل أهمها يتمثل في شبکة المعلومات العالمية (Internet) وبالتالي يشکل المجتمع المعاصر نظاما اجتماعيا جديداً تلعب فيه المعرفة والتکنولوجيا أدوارا حاسمة ومؤثرة ، و لقد أفضت الثورة المعرفية الحديثة (ثورة تکنولوجيا المعلومات) إلى مجتمع المعرفة (knowledge Society) الذي يقوم على جملة من القيم والقوانين والتوجهات والسلوکيات التي لم تعهدها المجتمعات الإنسانية من قبل.
ومن المؤکد أن أثر هذه التکنولوجيا سيکون أوسع بکثير من أثر الثورة الصناعية الذي ظهر واضحاً على وجه الخصوص في المجتمعات الغربية. فمن يستطيع اليوم العيش بعيداً عن زخم الأنباء والصور والتحليلات الآتية على التلفاز عبر الأقمار الصناعية؟ ومن يرضَ أن يبقى بعيداً عن الاتصال برفاقه وأقرانه أينما کان، ومن لم يعد يعرف أن الحرکات الأکثر سريةً تعلن عن أعمالها وبرامجها عبر سائل تکنولوجيا المعلومات ؟ فالثورة الرقمية أثرت في الاقتصاد والسياسة والبنية والوعي الاجتماعي والمجتمع سويةً، حتى في البلدان الأکثر ممانعةً وانغلاقاً.
هذه الثورة لم تنته بعد، إذ بعد الانتشار السريع لکل الوسائط الرقمية الجديدة، ينتظر العالم ، التطورات الجديدة لهذه التقنيات وما سيليها وکيف ستتلاقى مع تقنيات الإعلام الرقمي حاملةً معها حزمات جديدة من الخدمات الترفيهية والتواصلية والمعرفية والإعلامية. وستفرض عليهم هذه الثورات المتلاحقة تغييرات عديدة، ليس فقط في الاقتصاد بل في الوعي الاجتماعي والسياسي والتواصل والتفاعل مع العالم.