تسعى هذه الدراسة إلى رصد الآثار الاجتماعية لظاهرة التضخم في المجتمع المصري ، لما تمثله هذه الظاهرة من آثار سلبية على البناء الاجتماعي ، وخصوصا زيادة معدلات الفقراء ، وتعميق مشکلة الفقر .
وقد حددت هذه الدراسة هدفها الأساسي في تحليل الآثار الاجتماعية للتضخم على عينة من الفقراء في محافظة المنوفية ، وذلک بهدف معرفة مدى انعکاس المعدلات المرتفعة للتضخم على نوعية الحياة ، ومستوى معيشة الأفراد ومدى قدرة الفقراء على التکيف مع التضخم .
ولتحقيق هذا الهدف وفى ضوء طبيعة موضوع هذه الدراسة تم استخدام ( دراسة الحالة ) بوصفها منهجا حتى يمکن رصد الآثار الاجتماعية للتضخم على عينة الدراسة ، کما تم استخدام أداتي الملاحظة والمقابلة المفتوحة والمتعمقة ، وذلک للحصول على بيانات تفصيلية عن حالات الدراسة ، والتي تم اختيارها من سکان محافظة المنوفية ، بطريقة عمدية ضمت بعض شرائح الفقراء.
وقد انتهت هذه الدراسة إلي عدد من النتائج ؛ عبرت بشکل مباشر عن الآثار السلبية للتضخم على الفقراء لدى عينة الدراسة أهمها :
1- أن التضخم سبب حالة من العجز الشديد والمهين للأسرة الفقيرة في الوفاء بمتطلبات الحياة المختلفة .
2- لم يعد لدى الأفراد في هذه الأسر أي قدرة على التنبؤ بالمستقبل أو التخطيط له ؛ بسبب وقوعهم في شبکة من الحرمان والعجز المتصل؛الذي أدى إلي صراعات ومشاکل اجتماعية ، وأزمات معيشية متکررة ومستمرة .
3- هذا الحرمان المستديم والعجز المطلق لأفراد هذه الأسر سوف يؤدى حتما إلى کوارث اجتماعية نتيجة الارتفاع المستمر في متطلبات الحياة اليومية الضرورية .
لذلک تؤکد هذه الدراسة في تحليلها وتفسيرها لمشکلة التضخم وآثارها على الفقراء إلى ضرورة تحقيق أهم مطلب للفقراء وهو ( الأمن الاجتماعي) والذي يتمثل في تحقيق الحد الأدنى والضروري على الأقل للحياة .