تقع مدرسة بهادر بن عبدالله البدري في مدينة المزار الجنوبي – محافظة الکرک – و تبعد عن مدينة الکرک 13کم جنوبا ، وعن العاصمة عمان 140کم جنوبا ، وقد کشفت الدراسة ولأول مرة عن حقيقة هذا المبنى في ضوء التماثل القائم ما بين مبنى المدرسة ومبنى التربة المجاور له في الجهة الشرقية, والذي تستخدمه اليوم وزارة الأوقاف کمتحف إسلامي في حين تستخدم مبنى المدرسة کدار لتحفيض القرآن الکريم ، والمسافة الفاصلة بينهما أربعة أمتار، من حيث أن کلا منهما يتألف من إيوان وغرفة مقباه ،ومن حيث أن کلا منهما مبني من الحجر الجيري الصلب ومتساويان في عدد المداميک الحجرية, وعلى نفس الارتفاع ومتماثلان من حيث طراز ومساحة المداخل وعدد الشبابيک، مع انفراد مبنى التربة بوجود نقش إنشائي على لوحة رخامية مثبتة فوق عتبة المدخل تؤکد أن المنشئ لهذه التربة هو بهادر بن عبدالله البدري سنة 727ﻫ/1326م في حين أن النقش الذي کان مثبتا على عتبة مدخل المدرسة لم يعد موجودا مع إن الفراغ الذي کان مخصصا له ما زال قائما فوق عتبة المدخل بين المداميک .
وقد أزال البحث لبسا قائما لدى بعض الدارسين عندما اعتبر بعضهم بأن هذين المبنيين ما هما إلا مسجد جعفر بن أبي طالب ، وبعضهم اعتبرها ضريح له ، وفئة ثالثة اعتبرت مبنى التربة متحفا إسلاميا أقامته وزارة الأوقاف لهذه الغاية ، مع أن کلا المبنيين يبعدان عن موقع ضريح ومسجد جعفر بن أبي طالب مسافة 60م شمالا ، وأن مبنى المدرسة ما زال يستخدم إلى اليوم من قبل وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية کمدرسة لتحفيظ القرآن الکريم ، وان مبنى التربة يستخدم من قبل الوزارة کمتحف إسلامي. وان کلأ من المبنيين يتألف من إيوان وغرفة تعلوها قبة. وتعتبر هذه المدرسة نموذجا اثريا متميزا لبناء المدرسة ذات الإيوان الواحد والغرفة المقباه وتعود في إنشائها إلى بهادر بن عبدالله البدري نائب السلطنة في الکرک والشوبک من عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون(تولى الحکم ثلاث مرات الأولى: 693-741ﻫ/1293-1340م،والثانية: 698-708ﻫ/1299-1309م، والثالثة: 709-741ﻫ/1310-1340م) .
الکلمات الدالة: العصر المملوکي، تربة بهادر بن عبدالله البدري، مدرسة بهادر بن عبدالله البدري، وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.