إن منزلة الأدب والأديب في التراث العربي حظيت باهتمام کبير وذلک لعلو مکانتها وشغوف الناس بها، فالشعر حاز ذلک کله خصوصا إذا وجد تکريماً من القصور السخية، والمحافل الأدبية، فهو يکثر ويزدهر، ويرفع صيته ويبقى ذکر الشاعر يتلى في حياته وبعد الممات.
إن هدف هذه الورقة هو تسليط الضوء على شاعر عماني مزّ أقرانه، وأحوال عصره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وآثاره الفکرية. وهو شيخ البيان ذلک هو محمد بن شيخان السالمي الذي "برع في علم اللسان والکلام، ونبغ في الشعر، وتفنن فيه"، عاش اثنين وستين سنة منها اثنتان وثلاثون سنة سنة في القرن التاسع عشر، وثلاثون سنة في القرن العشرين. فهو شاعر ضليع يملک ناصية الشعر، ويُعدُّ من "فحول الشعراء لا يشق له غبار ولا يجارى، وله يد في الفتوى". عاصر سلاطين وأئمة عصره، فمدح وأرخ أحداثهم، وزار إمارات الخليج العربية فقابل أمراءها مکتسبا بشعره، واشتغل معلما في المضيبي ومسقط والرستاق، وانتهت حياته بالرستاق في سبتمبر 1927م.
تتناول هذه الورقة التعريف بابن شيخان السالمي وحياته، فضلا عن تعليمه ووظائفه التي عمل بها، والظروف التي عاصرها ونختم الورقة بآثاره الفکرية. تعتمد هذه الورقة على المنهج الوصفي التاريخي و التحليل والمقابلة، انطلاقا من المصادر الأولية.
تنقسم هذه الورقة في منهجها الموضوعي إلى مبحثين؛ وأولهما هوية ابن شيخان من حيث نسبه ونشأته وتعليمه، ومعرفة شيوخه وتلاميذه، مع توضيح بيئته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أثرت في اتجاهات ابن شيخان الفکرية والأدبية. أما المبحث الثاني فيرکز على إسهاماته وآثاره العملية والعلمية.
تعتمد هذه الورقة على المصادر التاريخية لمعاصريه وعلى أحداث ذکرها في دواوينه، فضمن في ديوانه الکثير من القصائد التي أرخ فيها لحوادث عصره ولجولاته المتعددة، فضلا عن المصادر والمراجع الأخرى التي تناولت الأدب العماني بصفة عامة