تعمد هذه القراءة للصور الأولية برواية "محبوبة" للکاتبة توني موريسون إلى کشف النقاب عن ديناميکيات التذکر وتجاهل الذکرى أو فقدان الذاکرة اللاشعوري والشعوري. وفي هذا إلقاء للضوء على الرؤية الثنائية للکاتبة والرموز المتناقضة المستخدمة ومرجعيتها الأرشيفية، باستخدام تعبير الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوکو، ونجد أن الصور الخيالية والرموز بالرواية نخاطب العقل الجمعي أو الذاکرة العرقية للإنسانية باستخدام مصطلحات عالم النفس کارل يونج والشاعر ت. س وايليوت.
يبدو من تکنيک إحياء الذاکرة الذي يهيمن على الرواية استدعاء أو استنساخ الماضي رمزياً من خلال شبح المحجوبة أولاً ثم بعثها القاتل مرة أخرى، والبعث هنا معنوي ومادي، شخصي وجمعى، وهو يعبر عن الماضي والحاضر في أن واحد. وفي الختام نجد کلاً من الکاتبة والقارئ يطرح تساؤلاً مؤلماً وعميق الأثر في کتابة التاريخ الأمريکي الحقيقي: هل من الحکمة التذکر أم طمس الذکرى؟ وهل آنذاک نشترک في الجريمة بالصمت إزاءها وتغييب ومحو الحقيقة؟