يلاحظ الدارس للتحف المعدنية القاجارية أن استخدام الموضوعات التصويرية في الزخرفة لم يعد قاصرا فقط على التحف النحاسية والبرونزية، بل يجد أنها امتدت إلى تحف صُنعت من الحديد أو الصلب، وساعد الصناع على ذلک تبنيهم لأساليب وطرق صناعية وزخرفية تختلف عن تلک التقليدية، وتهدف هذه الورقة البحثية إلى إبراز تبني صناع التحف المعدنية في إيران خلال العصر القاجاري لمواد خام وأساليب صناعية وزخرفية لم تکن منتشرة في إيران من قبل، وذلک من خلال دراسة نوع من التحف ذات طابع غير مألوف إلى حد کبير، ألا وهى السواطير التي تستخدم کسلاح لا غنى عنه في تقطيع اللحم وتکسير عظم الحيوانات سواء في المنازل أو القصور أو حوانيت الجزارة وخلال رحلات الصيد، وتشکل القطع الخمس التي تتناولها الدراسة کل المعروف- على حد علم الباحث- من هذا الطراز للسواطير المزخرفة؛ مما يضفي عليها أهمية بوصفها مجموعة متکاملة ونادرة لا يُعرف لها مثيل في الفنون الإسلامية، کما أن ما تحتويه زخارف هذا النوع من الأسلحة يشغل بشکل خاص أهمية ومکانة في فن التصوير الإسلامي؛ نظرًا لما تحتويه لأول مرة من عناصر وموضوعات تصويرية لم يسبق ظهورها على السواطير قبل العصر القاجاري، ولا تقل قيمتها عن مثيلاتها في تصاوير المخطوطات القاجارية والتحف الإيرانية المزخرفة بالمينا أواللَکِّ، مما يجعلها نموذجا جيدًا لدراسة التصوير القاجاري على التحف المعدنية.