تسعى الدراسة الراهنة لتحقيق هدف عام متمثل في دراسة الشباب السعودى ورؤيتهم نحو قيم العولمة وثقافتها، ومعرفة الآليات و العوامل التي ساعدت في إيجاد هذه الرؤى .
ومن هذا المنطلق، فالدراسة تحاول الإجابة على التساؤلات المتمثلة في الأتي :
1. ماهى آليات العولمة الثقافية؟ وما مدى تأثيرها على إتجاهات الشباب السعودى ورؤيتهم؟
2. ماهى الظواهر الناتجة عن التأثير الثقافى لآليات العولمة على إتجاهات ورؤية الشباب السعودى؟
وذلک من خلال الإعتماد على العولمة کأداة منهجية ومعرفية نستطيع من خلالها فهم وتفسير موضوع الدراسة المتمثل فى تأثر إتجاهات الشباب السعودى ورؤيتهم لقيم العولمة الثقافية.
تتضمن الدراسة عدداً من المفاهيم الأساسية سيتم تناولها بالتحليل من خلال التراث النظري و الدراسات السابقة ، ولذلک بهدف صياغة تعريف إجرائي للمفهوم ،و هذه المفاهيم هي : ثقافة العولمة، الشباب ، بينما تعتمد الدراسة منهجياً على اسلوب التحليل الوصفي للبيانات والمعلومات التي تم جمعها من کل من الدراسات المکتبية والدراسات الميدانية السابقة وأيضا من الإحصاءات المنشورة التى تناولت اشکالية الدراسة ، بما يتوافق و الهدف منها. وذلک من خلال عينة عمدية مقصودة ، تم الحصول عليها من خلال شبکة المعلومات الدولية "الانترنت" .
أفصحت نتائج الدراسة أن هناک آليات تنشر من خلالها عولمة الإعلام ، حيث بينت نتائج الدارسة أن القيم الثقافية تنشر من خلال الفضائيات والإنترنت والهاتف المحمول، حيث أن کل هذه الآليات السابقة تعمل على نشر قيم تعبر عن ثقافة العولمة کالثقافة الاستهلاکيه، أيضاً المعلومات والمعارف العلمية والتقنية فى نفس الوقت نجد قيم الإباحية والمناداة بالحرية المطلقة للمرأة والادعاء بحقوق الإنسان وکذلک تغير نمط الحياة وملاحقة الموسيقى والموضة العالمية، کل هذه القيم السلبية والإيجابية نجدها موجودة فيما سبق من آليات ، من ناحية أخرى أدت التحولات الإجتماعية والإقتصادية على هز منظومة القيم الثقافية وأستبدالها بعناصر أخرى تحل محلها فتعمل على تشکيل قيم ثقافية جديدة يکون الشباب السعودى أول المتأثرين بها مما أدى لوجود فجوة بين معدل التطور فى التقنية والمعلومات والإعلام فى ظل العولمة وبين معدل الإستجابة الإنسانية لتجليات هذا التطور مما يؤدى لحدوث إختلال واضح فى موازين التعامل الإنسانى وظهور أنماط سلوکية غير مرغوبة فى المجتمع السعودى فى صور إتجاهات وتوجهات قيمية.