لقد شهدت السنوات القليلة الماضية ظهور أزمات في مناطق مختلفة من العالم ، فجنون البقر ، وأنفلونزا الطيور ، وارتفاع أسعار النفط ، والأزمة المالية العالمية ، إلي أنفلونزا الخنازير کلها أزمات حدثت في بلاد مختلفة من بلدان العالم ولکنها أثرت ، ولا زالت تؤثر اقتصادياً واجتماعياً ، علي کافة دول العالم دون استثناء ؛ ما يدل علي أننا نعيش فعلاً عصر الأزمات والکوارث ، ولقد ساهم التقدم الهائل في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في عصر الانفتاح والعولمة إلي سرعة انتشار هذه الأزمات ، فأصبحت الأحداث والأزمات ، التي تقع في أي قطر من أقطار هذا الکوکب ، تؤثر علي باقي أقطاره رغم عدم وجود أي دور لها في حدوث هذه الأزمة .
تتمثل إشکالية الدراسة في أن إدارة الأزمات أصبح لها أهمية ودور أساسى علي أداء العاملين بالمؤسسة وعلى المؤسسة ککل , حيث أن وجود إدارة الأزمات داخل المنظمة ، يعني أن المؤسسة لديها من المقومات والبيانات والآليات ما يجعلها قادرة علي مواجهة إدارة الأزمة بما يجنب المنظمة الأنهيار ويجعلها قادرة علي التواجد والاستمرار والمنافسة .
تأتي أهمية الدارسة في أنها تتناول موضوعاً هاماً وحديثاً ، ألا وهو إدارة الأزمات وتأثيرها على أداء العاملين فى المؤسسة ، حيث أصبح وجود هذه الإدارة يعد من أهم الآليات التي تحافظ علي بناء واستمرار المؤسسة في تأدية رسالتها وتحقيق هدفها . ويساعد في ذلک الأفراد أنفسهم والکوادر البشرية المدربة والمؤهلة والقادرة علي التعامل مع الأزمة أياً کان نوعها بأسلوب علمى مدروس يؤدى إلي السيطرة علي الأزمة والقضاء عليها أو عل الأقل ، التقليل من سلبياتها المؤثرة علي المؤسسة من کل الجوانب وقد يمکن التنبؤ بالأزمة قبل وقوعها ويتم معالجتها والوقاية منها .
وتعد النظرية البنائية الوظيفية هي النظرية التي سوف يعتمد عليها الباحث في دراسته وسوف يوظفها بما يخدم قضايا الدراسة وإدارة الأزمات في المؤسسة . وهنا شبه اتفاق مع النظرية من حيث أن المؤسسة هي أحد أنساق أو أجزاء المجتمع ، وبالتالي يعتمد عليها في أداء خدمة محددة ، أيضاً التکامل مع باقي أجزاء المجتمع المکون للجميع.أما علي مستوى المؤسسة فإن إدارة الأزمات لها دور هام ومکمل مع باقي الإدارات المکونة للجهاز الوظيفي والعاملين ، وأيضا الهيکل الوظيفي الذي يوضح تقسيم وتکوين العمل في المؤسسة
قام الباحث بمعالجة الموضوع من خلال الرجوع إلى الجذور التاريخية لإدارة الأزمات , وکيف کانت تعالج الأزمات قديماً , وکيف تطورت الأحداث بحيث أظهرت أهمية وجود إدارة للأزمات بکل مؤسسة يوفر لها کل المعلومات والإمکانيات والآليات , أيضاً العاملين المدربين والذين يمتلکون من المهالاات والقدرات التي تجعلهم قادرين على التعامل مع الأزمة في أي مرحلة من مراحلها.
ولقد أوضح الباحث في دراسته أن إدارة الأزمة تعتبر أحد الإدارات الهامة والموجودة في أي مؤسسة والتي لها موقع على الهيکل التنظيمي , بحيث يوجد تعاون وتکامل بين الإدارة المعنية وباقي إدارات المؤسسة , وإذا إنعدم هذا التعاون أو حدث تقصير فيه , فإن هذا ينعکس على أسلوب وطريقة التعامل مع الأزمة قبل وأثناء وبعد وقوعها .
ولقد خرجت الدراسة بعدد من النتائج أهمها :- أن إدارة الأزمات من الإدارات الهامة الموجودة في المؤسسة الحديثة والتي لها دور کبير في التأثير على أداء العاملين عند مجابهة الأزمة , أيضاً يتوقف نجاح هذه الإدارة في مهمتها على تعاون الإدارات الأخرى معها وتوفير کل الإمکانيات والمعلومات المتاحة .
أما التوصيات التي خرجت بها الدراسة فمن أهمها :- لابد من الإهتمام بإدارة الأزمات في أي مؤسسة على أن تکون تابعة مباشرة لمدير المؤسسة , مع أهمية توفير کل الإمکانيات والأدوات والآليات التي تساعدها على إنجاز دورها , أيضاً تدريب العاملين بها على طرق وأساليب التعامل مع الأزمة قبل وأثناء وبعد وقوعها , ولابد أن يتم إختيار العاملين بها بحيث تتوفر لديهم القدرات الخاصة والمواهب التي تجعلهم قادرين على التعامل مع الأزمة .