وتعد القيم من المفاهيم الجوهرية في جميع ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية  والاجتماعية، وهي تمس العلاقات الإنسانية بصورها کافة؛ وذلک لأنها تعد ضرورة اجتماعية، ولأنها معايير وأهداف توجد في کل المجتمعات المنظمة سواء أکان المجتمع متأخرًا أم متقدمًا، فهي تتغلغل فينا في شکل اتجاهات ودوافع وتطلعات، وتظهر في السلوک الظاهري الشعوري، واللاشعوري .  تعتبر المدرسة المؤسسة الرسمية التي اعتمدها المجتمع، وکلفها خصيصًا بعملية التنشئة الاجتماعية، وإعداد النشء للحياة والتفاعل مع المجتمع، ومواجهة تحديات المستقبل من خلال عمليات التعليم والتعلم، ونقل التراث الثقافي من جيل لجيل، واکتساب أنماط السلوک وتعليم التفکير، وتکوين العادات والاتجاهات الاجتماعية والقيم والمثل المنشودة، وتدريب النشء على الطرق والأساليب التي تساعدهم على تنمية استعداداتهم ومهاراتهم، واستثمار طاقاتهم المختلفة إلى أقصى ما يمکنها الوصول إليه وتعد مادة اللغة العربية هي المعبر لدراسة بقية المواد الدراسية الأخرى، ومن دونها لا يمکن للمتعلمين أن يتقدموا في بقية المواد الأخرى، فعلاقة اللغة العربية بغيرها من المواد الأخرى وطيدة. کما أن اللغة العربية هي أداة التماسک الاجتماعي والتقريب بين المستويات المختلفة لما لها من قدرة على تنمية الولاء للأرض التي عليها هذه اللغة. ومن هنا سعت الدراسة الحالية إلى تعرف القيم الاجتماعية المتضمنة في منهج اللغة العربية بالصف الثاني عشر بدولة الکويت، فعلى الرغم من أهمية القيم الاجتماعية وضرورة تضمينها في مقررات اللغة العربية وسائر المواد الدراسية المختلفة، إلا أن الواقع يشير إلى أن هناک انعکاسًا سلبيًا لتيارات التغيير على القيم التي يؤمن بها طلاب المرحلة الثانوية، وخاصة في المجال الاجتماعي.