هذه الروايةالخيالية الحديثة"هندسة حلم" للکاتب هوبير حداديتم عرضها في صورة مذکرات شخصية؛ حيث يلجأ الراوى الى حياة العزلة فى قصر مهجورفى منطقة فينستير حتى بلوغه مرحلة الشيخوخة منغلقًا فى ذکرى أحلامه و ذکرياته التى تؤرق لياليه.وعبر العديد من القصص المتداخلة و المتشابکة لدرجة الغموض يتذکر الراوىالمجهول مثل "شهريار" أحلامه و ماضيه بکل تفاصيل الحب التى نسجها فى خياله وسط لفيف من الشخصيات الوهمية و الأساطير التى تنقلنا الى " حکايات الف ليلة وليلة" من خلال حکايات النساء الخالدة اللا تى أصبحن کالألهة فى ذاکرته. ومن خلال کتاباته النثرية و الشعرية التى تعبر عن أرواحهن المتجولة بلا إنقطاع حوله ليلاً و نهارًا لإحياء الذکريات و الألام. .يکشف الکاتب لنا من خلال أسلوبه المتميز فى الکتابة عن عمق هاوية ثقافته العميقة للغة.
و فى إ طار هذا البناء الروائى المعقدالمجزأ بين الحب و الکرهية تولدالأ ضطرابات النفسية و النرجسية التى يعيشها الراوى مع خيالات الأشخاص الهائمة التى تحاصره فى خياله; ومع إستحالة تقبل الواقع يسقط الراوى فى طريق فوضوى ضحية للأساطير. ويتابع بشکل عشوائى خطوات أحلامه الهندسية المليئة بالذکريات المشوشة لتکشف لناعن أزمة الراوى النفسيةالتى تقوده إلى الضياع والإحباط.هذا الخليط المتأرجح بين الواقع والخيال يبقى دائمًا حاضر فى الرؤية الحديثة لکتابة حداد الذى يسعى لتقديم الإنسان المعاصردون ملامح و اضحة ليصبح ضحية للفراغ و الأوهام تباعًا للحياة الزائلة الناتجة من تراکم الألم و الأسى المتعايش.