إن الاستشراق ظاهرة قديمة جديدة فهى قديمة منذ فتح الجيوش الإسلامية أبواب أوربا الغارقة فى الجهل والتخلف الحضارى آنذاک ، ثم أخذ بعض رجال الکنيسة الأوربيين يدرسون علوم هؤلاء الفاتحين ولغتهم لعلهم يظفرون من علوم هؤلاء الفاتحين المسلمين ، بما ينفعهم لإنقاذهم من تخلفهم ، فکان الاستشراق طلبا لعلوم الشرق ، کما أنه وثيق الصلة بالأحداث المؤسفة للتاريخ المعاصر ، وذلک بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر وما تلاها من حربين ضد أفغانستان والعراق والتى أعادت تاريخ القرنين التاسع عشر والعشرين المظلم والکئيب للاحتلال والسيطرة على الشعوب العربية والإسلامية ، فقد احتلت الولايات المتحدة الأمريکية وبريطانيا العراق بطريقة غير شرعية ، وما نتج عن هذا الاحتلال من عواقب مرعبة وبغيضة ، والمطلوب منا أن نرى ذلک کله صفحة جديدة من صدام الحضارات ذلک الصراع الأبدى والحتمى ، والذى يرى الغرب أنه لا أمل فى علاجه البتة .