نظرية العامل والمعمول وما يسمى في عصرنا الحديث بالوظيفة النحوية ، من أهم النظريات التي قام عليها النحو العربي ، هذه النظرية التي وطد دعائمها وأقام صرحها العلامة ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ) مقتفياً أثره في ذلک تلميذه النابغة سيبويه، و ممن جاء بعده من النحاة . وفي هذا البحث أحببت أن أنوه بذکر أهمية تقدير العامل النحوي ودور الاختلاف في تقديره في توجيه بعض القراءات القرآنية ، والتي لتقدير العامل النحوي الحرفي الظاهر بالذات أثر في توجيهها .
السر الذي تکمن فيه روعة لغتنا الخالدة ، کما تکمن فيه أهمية البواعث الدينية في وضع النحو العربي ، والتي کان أساسها الحرص الشديد على أداء آيات الذکر الحکيم أداءً فصيحًا سليمًا إلى أبعد حدود السلامة والفصاحة . فالخلاف بين القراءات في الإعراب هو الذي أجج وأضرم الرغبة في نفوس قراء البصرة بالذات کي يضعوا النحو وقواعده وأصوله ، حتى يتبين القارئ مواقع الکلم في آي الذکر الحکيم من الإعراب المضبوط الدقيق .