يعنْي هَذا البحث بِدراسة شعر الحبِ في المؤلفات الشعرية الأولي للشاعرة الهندية کامُلا دَاس وذلک بقراءة هذا الشعر من منظور التحليل النفسي لچاک لاکان.
تبدأ الدراسة بعرضٍ شامل للأراء النقدية شديدة التباين والأختلاف والتي أخذت من مؤلفات کامُلا داس الشعرية وسيلة إما للهجوم الضاري عليها کشاعرة تدعو ظاهريا إلى الأنحلال الخُلقي أو للدفاع عنها باستماتة کشاعرة تبنت ضمنيا قضية حرية المرأة الهندية ودافعت عنها في کل کتاباتها. ويري الباحث أن هناک قصورا واضحا في تصميم معظم النقاد علي تصنيف هذا الشعر في إطار إي من هاتين الروؤيتن فقط دون غيرهما. ولهذا فالمقترح الرئيسي للبحث يعتمد بالأساس علي ضرورة إيجاد مدخل نقدي جديد يعتمد بالأساس علي نقاط التشابة في النظرة الفلسفية لأشکالية الحب وعلاقة الرجل بالمرأة بين کل من کامُلا داس وچاک لاکان وخاصة في محاورتة رقم (20) والتي خُصصت بالکامل لعرض وجهة نظرالتحليل النفسي في تلک القضية. يفرد البحث للأمثلة کثيرة متنوعة والتي تدعم هذا التشابة بوضوح والتي نخلصُ منها بأن قضية الحب عند کامُلا داس لم تکن بالأساس غريزية والتي تُعظم من شأن إرضاء الرغبات الجسدية وإنما هي تشبه هذا الحب الذي يتبناه المتصوفة والتى أسماها چاک لاکان بأنها حالة اللذة التي تعلوعلي الجسد، إنها تلک الحالة التي تُعلي من مرتبة الروح کأساس لعلاقة المتصوف بما يراة ﺇلهي. وکما يقترح چاک لاکان بأن کل من تعترية هذة الحالة فإن أسلوبه الخطابى لابد وأن يکون فية مزجٌ مابين الخطاب الهيستيري وأسلوب المتصوفة وکلاهما من الصعب فهم مضمون رسالته، فهذا هو من نراه بوضوح في شعر کامُلا داس. ويشير البحث أيضا الي الناقدة الفرنسية لوسي إريجري والتي تبنت تلک النظرية ونقحتها بعد چاک لاکان وأطلقت عليها أسم "المتصستيري" “La Mysterique"والتي أفرد البحث جزء خاص في نهايتة لعرض مقوماتها الأساسية وتطبيقها علي بعض من قصائد کامُلا داس کمقترح لدراسة أشمل وأوسع. وينتهي البحث بخلاصة أن کامُلا داس يمکن وصفها بأنها من المتصوفة والمعروف مذهبهم الصوفي في الديانة الهندوسية باسم المذهب البهکتي.