بإستخدام بعض آراء الناقد الثقافى البريطانى ستيورات هول حول تشکيل الذات فى المجتمع البريطانى المعاصر يحاول هذا البحث دراسة تشکيل الذات عند الشاعرة البريطانية المعاصرة جاکى کاى Jackie Kay (المولوده في 1961) المنطلق من منظور أصلها المختلط کطفلة سوداء مولودة لأب نيجيرى وأم اسکتلندية بيضاء، ثم تبنيها على يد أبوين اسکتلنديين بيض أيضاً. وبالرغم أن مجموعتها الشعرية الأولى " أوراق التبنى"( The Adoption Papers (1991 (1991) تعالج بشکل کبير الذات المتبناه إلا أنها تحوى اشارات—توسعت فيها کاى فى مجموعتيها التاليتين " عشاق آخرون" (1993) Other Lovers و" شحوب اللون" Off Color (1998). (1998) – إلى الذات السمراء ، وعلى الرغم من أنها تکتب إنطلاقاً من خلفية ثقافية ولغوية بريطانية إلا أن ذاتها دائما محل تساؤل بسبب أصولها المختلطة ، ولذا يصبح اللون – شأنه شأن الدم والصحة العامة – مؤشر اختلاف تحاول کاىKay أن تتجاوزه. بمعنى أدق تحاول التصدى للمفهوم السياسى للذات، فهى تحاول أن تعطى صورة لذاتها من خلال علاقاتها بالأغلبية البيضاء التى تمتلک القوة کى تعطى أو تمنع صک الهوية القومية لمن تشاء ، وتحاول ان تخلق صورة إيجابية لنفسها من خلال إعتراف الآخر بها، لکن المشکلة إن العين التى ينظر بها الآخرلها يغيم عليها التمييز العنصرى الذى وصل ذروته مع صدور قانون الجنسية فى عهد تاتشر (1981) والذى بمقتضاه حرم الملونون من الحق فى الجنسية البريطانية ولکنها— شأن الکثيرين— تبدى أشکالا من المقاومة لذلک التمييز العنصري تشمل العنف الجسدى، والمفارقة اللفظية الساخرة ،والتضامن مع ذوى البشرة السمراء اللذين حققوا حضورا ثقافياً، وکذلک رحلات متخيلة عبر الحدود. وتعکس کل هذه الاشکال محاولتها لخلق مفهوم للذات متجاوزا العرق يقوم على روابط ثقافية واجتماعية بينها وبين الأغلبية، في محاولة لفض التعارضً بين لون البشرة (الاسمر) وللإنتماء للمکان(بريطانيا).