أدي نشوب الحرب العالمية الثانية إلي انقسام العالم إلي کتل متصارعة فيما بينها کتلة الحلفاء بزعامة بريطانيا وفرنسا من جهة ، وکتلة المحور بزعامة ألمانيا وايطاليا واليابان من جهة أخري ، وقد جر الصراع دولاً أخري للدخول في الحرب المحتدمة ودائرة النزاع القائم ، فقد نشأ خلاف بين بريطانيا وايطاليا بسبب حرب الحبشة عام 1935م وفي أثنائه ظهرت أهمية ليبيا عامة وبرقة بصورة خاصة وخطورة مرکزها ، فعندما طالبت بريطانيا في عصبة الأمم بتوقيع عقوبات اقتصادية علي ايطاليا ، ردت الحکومة الايطالية علي ذلک بتعزيز قواتها في برقة ، ثم اشتدد الخطر بعد التقارب الايطالي الألماني ، وأصبح خطرهما في الشرق الأوسط ماثلا ، وقد تأکد ذلک حينما رفع الکونت شيانو وزير الخارجية خطة موسوليني المقبله وأهم ما تضمنته احتلال المراکز الإستراتيجية التابعة لبريطانيا .
وقد تفاقم الخلاف القائم بين بريطانيا وإيطاليا وادي في نهاية الأمر إلي حرب دامية حيث تصارع قطبي المواجهة في نزاع محتدم فوق الأرض الليبية علي شکل حملات متتالية بين کر وفر .
ويستعرض هذا البحث العمليات العسکرية لدول الحلفاء والمحور فوق الأرض الليبية ، ومن خلاله يحاول الباحث إعطاء صورة مبسطة عن مجريات الإحداث في الحرب العالمية الثانية ، وتأرجح ميزان القوي فوق رمال ليبيا خلال عامي 41-1942م بصورة لم يسبق لها نظير فکانــت هذه المرحلة صراعا بين قوة الإنتاج الألمانـي وقوة إنتـاج الحلفاء ، وأيضا الدور المؤثر للجيش والشعب الليبي فى مجريات الحرب من خلال ما قدماه من المساعدات کانت لها الأثر في انتصار قوات الحلفاء .